للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه أوصاف نقص وذم للَّه الجليل العظيم، وإضافات تهكم وكذب إليه -جل وعلا-، حيث جعل الشمس مجتلاه، وجعل الهلال مفرقًا للجبين -تعالى اللَّه وتقدس- وجعل الجبال عرشه -جلَّ وعلا- ثم انعطف بكل قحة وفجاجة يصف اللَّه تعالى بالقسوة والوحشية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

وفي موضع آخر يصف اللَّه بالنسيان المنفي عنه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (٥٢)(١)، فقال:

(يا أختي، أنا قد انفقت الأيام أحاورها وأداجيها

وكأن اللَّه.

لم تنسج كفاه لقلبي قدري الإنسان. . . اللَّه.

ينسانا يا أختاه) (٢).

ويصف اللَّه تعالى بالنوم، ويجعله في مفتاح باب البيت ويزعم أنه رأى اللَّه تعالى في قلبه، وكل هذه أوصاف نقص يجب نفيها عن اللَّه، وتنزيهه عنها غاية التنزيه، يقول صلاح عبد الصبور:

(وأن اللَّه قد خلق الأنام ونام

وأن اللَّه في مفتاح باب البيت. . .

. . . رأيت اللَّه في قلبي) (٣).

وتبلغ به الجرأة إلى حد أن سمى مقطعًا له "أغنية إلى اللَّه" وهي تسمية توحي بالتنقص والازدراء، وفيه يخاطب اللَّه وكأنه يخاطب أحدًا من البشر، ويصفه ويضيف إليه أوصافًا لا تليق بجلال اللَّه وعظمته وقداسته، مما

يدل على استهانته واستخفاقه الكبير باللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، يقول:


(١) الآية ٥٢ من سورة طه.
(٢) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٣٠.
(٣) المصدر السابق: ص ١٧٦ - ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>