للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يتدحرج صخر القبور

ولا يصعد اللَّه نحو السماء) (١).

وأمّا محور كلامه عن اللَّه فهو يبدأ ويعود إلى وصفه -جلَّ وعلا- بالموت من جنس قوله:

(ونعش الإله القديم) (٢).

وهذا المحور الذي يدور كلامه عليه، هو المحور ذاته الذي تدور عليه قضية الحداثة من أولها إلى آخرها، وإن زعم المغفلون غير ذلك.

والشاعر التموزي النصراني الحداثي الآخر جبرا إبراهيم جبرا أستاذ الجيل الحداثي ومفخرة الأدب الحداثي، له في هذا المسلك الشائن مثل الذي لأشباهه، ومن ذلك قوله عن المرأة المحتشمة:

(اتلك التي وراء الجدار المهدم قلت لها

حديقة اللَّه في هذا الجسد) (٣).

وهذه إضافة تدنيس وتنقص، مثل قوله:

(في وجه الفضاء والأفنان العوالي تنحني

كأقواس الكنائس الشواهق

واللَّه يهدر صوته بين الشجر) (٤).

وفي مقطع كتبه بالأحرف اللاتينية (AGNUS DEI) وترجمتها "قتل الإله" (٥)، أو "لا أدري" الإلحادية المنسوبة لمذهب اللاأدرية الذي سبق الحديث عنه، يقول:


(١) المصدر السابق: ص ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٢) المصدر السابق: ص ٣٥٨.
(٣) المجموعات الشعرية الكاملة لجبرا إبراهيم جبرا: ص ٥٣ - ٥٤.
(٤) المجموعات الشعرية الكاملة لجبرا إبراهيم جبرا: ص ١٢٩.
(٥) المصدر السابق: ص ١٣٨ - ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>