للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدامس فقال: (. . . وها هو ينقلب بشرًا، يعرف الألم حتى النهاية، أشبه بذاك الإله هو. . . يتجرأ على اللَّه "أأنا أصفّد؟ " يصرخ في وجهه، أصفّد لولادتي في عالم أنت عينته لي؟ حيرتني، حيرتني إلهي! ويكاد بالحجارة يرشق مطلات السماء) (١).

وعبر عن إعجابه بنظيره الصائغ بقوله: (إنه مزيج من شبق ولا هوت) (٢).

غير أنه صدق حين قال عنه: (إنه كل شيء سوى اللاشيء، هذا الذي جاء آخر الزمن في عصر يتنفس العدم تنفسًا في الفلسفة والشعر وفي الفن جميعًا) (٣).

وهذه العدمية أليق وصف يستحقه الصائغ وسعيد عقل وكل اتجاه الحداثة الذي شبع من عفوناتها وارتوى من نتنها وهو في غاية الغبطة والافتخار!!.

ولتوفيق صائغ مقاطع عديدة في التهكم باللَّه تعالى ومخاطبته بسخرية ووصفه بأوصاف النقص منها المقطع الذي سبق النقل منه في عدة مواضع من الفصلين السابقين، ومن أقواله في هذا المقطع البذيء مما يخاطب به اللَّه تعالى، قوله:

(ورسمك الذي بدا يتهلهل) (٤).

(أأدركت ما بنا

أم أأعماك الغرور واللاانتظار

وإباؤك أن ترانا انتشينا) (٥).


(١) الأعمال الكاملة لتوفيق صايغ من المقدمة التي كتبها سعيد عقل: ص ١٦.
(٢) و (٣) المصدر السابق: ص ١٨.
(٤) و (٥) المصدر السابق: ص ٢٠٣، ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>