للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغالب أن مثل هذا الكلام لايصدر إلّا عن نوع نفاق إمّا في الاعتقاد، وإمّا في العمل المنبعث عن هوى النفس، مع شبهات اقتضت ذلك. . .) (١).

والدليل على فضل جنس العرب على غيرهم قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، إن اللَّه تعالى خلق الخلق، فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خبرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا، فجعلني في خيرهم بيتًا، فأنا خيركم ببتًا، وأنا خيركم نفسًا) (٢).

وقد فسر شيخ الإسلام المراد بهذا الحديث وبين أنه (يحتمل شيئين:

أحدهما: أن الخلق هم الثقلان، أو هم جميع ما خلق في الأرض وبنو آدم خيرهم. . .، ثم جعل بني آدم فرقتين، والفرقتان: العرب والعجم، ثم جعل العرب قبائل، فكانت قريش أفضل قبائل العرب، ثم جعل قريشًا بيوتًا فكانت بنو هاشم أفضل البيوت.

ويحتمل أنه أراد بالخلق: بني آدم، فكان في خيرهم: أي في ولد إبراهيم، أو في العرب، ثم جعل بني إبراهيم فرقتين: بني إسماعيل، وبني إسحاق، أو جعل العرب عدنان وقحطان، فجعلني في بني إسماعيل، أو في بني عدنان، ثم جعل بني إسماعيل، أو بني عدنان قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة وهم قريش، وعلى كل تقدير فالحديث صريح بتفضيل العرب على غيرهم وقد بيَّن -صلى اللَّه عليه وسلم-: أن هذا التفضيل يوجب المحبة لبني هاشم ثم لقريش ثم للعرب. . .) (٣).


(١) المصدر السابق ٢/ ٣٧٢.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ١/ ٢١٠ عن العباس، والترمذي في المناقب، باب: فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ٥/ ٥٨٤ حديثان عن العباس أيضًا رقم أحدهما ٣٦٠٨ والآخر ٣٦٠٨، ونحوه في المستدرك عن ابن عمر ٤/ ٨٦، وقد ذكره الألباني في مشكاة المصابيح ٣/ ١٦٠٤ وقال: حديث صحيح، وذكره في صحيح الجامع رقم ١٤٧٢ - ١/ ٣٠٩.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٣٧٥ - ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>