للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنني أبحث في الأنقاض عن ضوء، وعن شعر جديد

آه. . هل أدركت قبل اليوم

أن الحرف في القاموس، ياحبي بليد

كيف تحيا كل هذه الكلمات!

كيف تنمو؟. . كيف تكبر؟

نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات

واستعارات وسكر) (١).

وهكذا يربط درويش بشعوبية قاحلة بين الموت والقديم باعتبار القديم موتًا، ثم ينقض على الحرف العربي وقاموس اللغة العربية ليصب خبايا شعوبية تلقاها مع ما تلقى من بغض الإسلام وأهله، الذي يرمزون له بالرمل والمرايا والنخل، وهي رموز تواضعوا عليها حتى لا تكاد تجد واحدًا من مشاهيرهم إلّا وهو يستخدم هذه الرموز في معرض الهجاء المبتذل الذي يوجهونه إلى الإسلام وقرون الهجرة الأولى وتاريخ المسلمين ولغة العرب في منظومة كبيرة متداخلة من الضلال والانحراف.

يقول محمود درويش في تهكم وسخرية واضحة:

(والرمل جسم الشجر الآتي

غيوم تشبه البلدان

لون واحد للبحر والنوم

وللعشاق وجه واحد

وسنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري

سنرمي ألف نهر في مجاري الماء


(١) ديوان محمود درويش: ص ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>