للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم (١)، وعند زميله توفيق زياد (٢)، وعند الفيتوري (٣)، وعند أحمد دحبور (٤)، وعند غالي شكري في كتابه شعرنا الحديث إلى أين (٥)؟، وذكريات الجيل الضائع (٦).

وها هنا خاتمة لابد منها في قضية تأثر وانغماس الحداثيين في الوثنيات وفي الأساطير، وهي: أنه من آثار اعتناقهم للأسطورة وارتوائهم من آبارها، مع وجود أرضية شاكة في الدين أو جاحدة له، عمدوا إلى الحقائق الثابتة في الوحي المعصوم في القرآن وصحيح السنة، فجعلوها من الأساطير، أو من الفلكلور الشعبي، ثم أدخلوا هذه في نتائجهم ليثبتوا أنهم "محليون" وليسوا صناعة خارجية، جاؤوا بهذا التكذيب لحقائق القرآن والحديث الثابت، ليكون هذا التكذيب دليلًا آخر على تبعيتهم وانفصالهم عن الأمة عقيدة وانتماءً، بل ومعاداتهم للأمة في أعز وأغلى مقوماتها: في دينها وعقيدتها.

وقد مرّ معنا كيف عد إحسان عباس المسيح ويحيى والخضر -عليهم الصلاة والسلام- والإسراء والمعراج والمهدي من الأساطير (٧)، وكذلك عدّ يأجوج ومأجوج (٨)، وعز الدين إسماعيل ومحمود حمود عدا قصة تميم الداري (٩) مع


(١) ديوان سميح القاسم: ص ٦٦، ٢٩٩ - ٣٢٠، ٣١٣، ٣١٤، ٣١٥، ٥٥٠، ٥٧٣، ٥٧٤.
(٢) ديوان توفيق زياد: ص ٢٧٧، ٢٧٩.
(٣) ديوان الفيتوري ٢/ ٢٣٧، ٢٤٢.
(٤) ديوان أحمد دحبور: ص ١٧ - ١٨، ٣٣.
(٥) شعرنا الحديث إلى أين: ص ١٣١، ١٣٢، ١٣٣، ١٣٩.
(٦) ذكريات الجيل الضائع: ص ٥٦ - ٥٧، ٦٣.
(٧) انظر: اتجاهات الشعر العربي: ص ١٢٨ - ١٢٩.
(٨) المصدر نفسه: ص ١٣٠.
(٩) تميم الدارمي، صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة اللخمي الفلسطيني، وقدم سنة تسع فأسلم، تحول بعد مقتل عثمان رضي اللَّه عنه إلى الشام، كان من جمع القرآن على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وله فضائل جمة، توفي رضي اللَّه عنه سنة أربعين للهجرة. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٢٤٢، والإصابة ١/ ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>