للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه العقلانية الإلحادية، ثم الصوفية الاتحادية (١).

وقد اعتبر أن الكناية الحداثية بدأت بالنفري وابن عربي والسهروردي (٢)، وتحدث عن الرؤيا الباطنية -التي سبق الحديث عنها- ولكن في موضع آخر عن الصوفية وابن عربي وجعلها من باب الكشف عن الغيب والتشبه بالأنبياء، وشبه الحداثيين في استبطانهم بالأنبياء، ثم تحدث عن الرؤيا عند ابن عربي، وتحدث عن الرؤيا الإشراقية، والكشف الصوفي الفلسفي وما يتضمنه من عموض وتجاوز لمنطق العقل، وجعل ذلك أساسًا فلسفيًا للغموض الحداثي، إذ اعتبر أن الرؤيا استمرار وصيرورة دائمة، وإبداع، وجعلها من خصائص المبدع، وصرح بأن الإبداع كشف، ثم وصل إلى أن التغير المستمر ومناقضة الثبات هي مقياس الكشف الباطني الصوفي، ومقياس الإبداع (٣).

ثم تحدث بإعزاز عن التصوف قائلًا: (المثل العربي البارز على رفض الشريعة من أجل الحقيقة أي من أجل ما يتجاوز الشريعة، هو التصوف - على صعيد التجربة الفكرية، وهو الصعلكة على صعيد التجربة الحياتية) (٤).

وقرن بين الصوفية والسوريالية، وجعلها مرادفة للباطنية (٥) التي هي -عنده- أساس كل إبداع.

وفي جزء آخر من أجزاء كتابه الثابت والمتحول، أسهب في شرح فلسفة الذوق الصوفي (٦)، متخذًا منه ركيزة انطلاق حداثية ثم عن الفناء الصوفي والمحبة الصوفية، وكيف أنها أبطلت العلاقة التقليدية -حسب رأيه- بين اللَّه والإنسان (٧)، وهي العلاقة الشرعية القائمة على الحد بين مقام


(١) انظر: الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١٠ - ١١.
(٢) انظر: المصدر السابق ٣/ ٢٤.
(٣) انظر: المصدر السابق ٣/ ١٦٦ - ١٦٩.
(٤) المصدر السابق ٣/ ١٨٣.
(٥) انظر: المصدر السابق ٣/ ٢٠٣ - ٢٦٦.
(٦) انظر: الثابت والمتحول ٢ - تأصيل الأصول: ص ٧٣.
(٧) انظر: المصدر السابق ٢/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>