للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (٨٠)} (١).

وعبادة الملائكة للَّه تعالى لا تقتصر على تسبيحهم وسجودهم وتمجيدهم الدائم للَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، بل وتشتمل على تنفيذ أوامره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في كل أمر يؤمرون به مما يتعلق بالكون والإنسان وسائر المخلوقات.

فإن أمور الكون والحياة والإنسان والسموات والأرض وما فيهن، وكل ما يحدث من حركات إرادية وغير إرادية وقوانين وسنن هم موكلون بها بأمر من اللَّه وإرادة منه -جلَّ وعلا- كما قال تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} (٢)، وقال سبحانه: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤)} (٣) والمراد بهم الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام.

وقال-سُبحَانَهُ وَتَعَالَى- عنهم: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)} (٤). وقال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (٥)، وهم الملائكة عليهم السلام.

وهناك أدلة عديدة على اختصاص بعض الملائكة ببعض المخلوقات فمنهم من وكل بالشمس والقمر، ومنهم من وكل بالجبال، وآخرون موكلون بالسحاب، وآخرون بالمطر، وآخرون بأمر النطفة حتى ينفخ فيها الروح، وآخرون بالموت، ولكل عبد من عباد اللَّه ملائكة -من أمر اللَّه- يحفظونه، ووكل بكل مخلوق وكل حادث ملائكة.


(١) الآية ٨٠ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ٥ من سورة النازعات.
(٣) الآية ٤ من سورة الذاريات.
(٤) الآيتان ٢٦ - ٢٧ من سورة الأنبياء.
(٥) الآية ١١ من سورة الرعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>