على طريقة "اضرب واهرب" وحين يهاجم يصوغ عبارته في غموض وهذا يدل على أسلوب رجل سياسي متمرن في المحاورة والخدعة، وهو أشبه بالأسلوب الأفرنجي. وأسلوب الدعايات السياسية أو الدينية التبشيرية وليس هذا أبدًا أسلوب العربي الصريح، فضلاً عن أسلوب أحد الشيوخ المتعلمين في الأزهر وهذا مما يغلب الرأي بأنه كتاب مترجم.
سادسًا: لم يعرف عن الشيخ علي عبد الرازق -من قبل- أنه كان كاتبًا تمرس في الكتابة ومرن على التأليف فيكتب بهذا الأسلوب ويتعمد الطعن في الإسلام وتاريخه وعظماء رجاله، ولم يعرف للشيخ كتاب أو مقالات قبل هذا الكتاب "أي في السياسة والتاريخ" بل ما كتب من قبل كان "كتيبًا" في اللغة أو في علم البيان، وهذا كل إنتاجه في أربعة عشر عامًا بعد تخرجه من الأزهر، ثم بعد أن كتب هذا الكتاب ظل أربعين عامًا لم يكتب كتابًا آخر في نفس موضوعه أو مثله ولم يحاول أو لم يستطع حتى أن يدافع عن نفسه ويرد على خصومه بكتاب آخر.
سابعًا: هناك من القرائن والأدلة العديدة ما يدعو العقل إلى أن يرجح صحة الخبر الذي رواه فضيلة المفتي الشيخ محمد بخيت، نقلاً عن كثيرين من أصحاب الشيخ علي عبد الرازق المترددين عليه من أن مؤلف الكتاب شخص آخر من غير المسلمين، وقد غلبنا نحن أنه أحد المستشرقين، ولكننا نقيد هذا الخبر بأن الشيخ قد أضاف بعض فقرات وتعليقات، وأنه هو الذي أورد الآيات من القرآن.
والظاهر أنها محشورة حشرًا مجموعات في كل مكان، وأبيات الشعر التي استشهد بها، كما كتب المقدمة التي زعم فيها أنه بدأ البحث في تاريخ القضاء منذ ١٩١٥ وذلك ليغطي المقارنة الظاهرة بين وضع الكتاب ووقت صدوره، فإنه من غير المعقول أن يستغرق تأليف كتيب لا يزيد عن مائة