للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وإذن فالنموذج واضح لا لبس فيه، وهو أن يتشبه المسجد بالكنيسة في الغرب، ومن هنا يبدأ التنوير، أو ما يسميه خالد محمد خالد "النهضة الكنسية" (ص٧٣).

- والمسألة لا تقف عند الكنيسة كمؤسسة، وإنما "الأنموذج " ينبغي أن يكون أكثر صراحة، فالشيخ المسلم والعالم المسلم ينبغي أن يكون كقسيس الكنيسة في أوربا، فهو ينادي بتأسيس كليات "اللاهوت" الإسلامي بحيث -حسب نصه- يتخرّج فيها وعاظ من طراز جديد، كوعّاظ الكنيسة في أوروبا" (ص٨٣).

- والهوس بالأنموذج الأوربي "المتنور" كان يصل أحيانًا - بل كثيرًا إلى نوع من الفجاجة الفكرية التي لا تُقبل من الصبي الحدث، فما بالك برمز تنويرفي كبير، يتأسف "أدونيس" على تراجعه عن مخططه التنويري، فيقول خالد في كتابه: "لقد انعقد إجماع العلم المتحضر كله، على أن النظام الذي تبلغ به المنفعة الاجتماعية حدها الأقصى في الوقت الحاضر، هو الاشتراكية" (ص١٢٣) ثم يقول: "إن كل توجيهات الرسول لتنزع إلى الاشتراكية في كل نظام يبتكره الناس، ويحقق منافعهم ومصالحهم" (ص١٢٤).

وأصبحت الرسالة المقدسة كما نص عليها كتاب "من هنا نبدأ" هي "الخبز"، أن تمتلئ البطون وترتوي الشهوات! فتحت عنوان "الخبز هو السلام" كتب يحدد وظيفة الحكم اللازمة لبلادنا، فقال: "إننا نعيش في عصر، ليس للحكومات فيه رسالة سوى تحقيق المنفعة الاجتماعية للشعوب، وإزاحة كل العوائق التي تعترضها وتصدها عن غايتها المقدسة!! (ص٩٨).

- نقطة البداية هذه، التي نسجل بها كيف بدأ الخلل، وكيف انحرفت حركة النهضة العربية عن جادة السبيل، لا ينفرد بها كتاب ولا اثنان ولا حتى عشرة؛ لأنها كانت "روح" هذه النخبة المثقفة المتغرّبة، والمثل الذي نأخذه من