للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكونيه وقد كانت فكرته عن الألوهية فاسدة وقائمة على مفاهيم الماديين.

- ونجيب محفوظ هو الذي "أبرز في رواياته صورة الرجل الشاك في كل قيمه المذبذب في كل فكره الضائع في كل واد المتحدي لعقيدة الأمة والمتجه ناحية المشارب الأخرى يعب منها، وقد كانت اتجاهاته الثلاثة واضحة في تطوره القصصي على التوالي: اتجاهه الإلحادي واتجاهه المادي واتجاهه الماركسي الأخير. وهو الذي تقلب في التبعية للمذاهب الوافدة الغربية والشرقية على السواء في الرومانسية والواقعية والرمزية المغرقة، حتى في اتهامه للأزهر بأنه لا يقرأ؛ لأن الأزهر وقف ضد فساده وهو يصور أنبياء الله تلك الصورة السفيهة، وقد توالت كتاباته واستمرت ووجدت من يدفعها إلى الأمام ويشجعها"، وتسارع هيئات السينما لنقلها إلى الناس على أبشع ما يجد الذوق وأردأ ما يكون التقديم وأسوأ ما يجترأ على الأخلاق والفضائل، بل إن هناك من حاول أن يكتب عن قصص نجيب محفوظ وكأنه من دعاة الإسلام وهو القائل:

"الحق أنني معجب بالماركسية بما تحققه من عدالة اجتماعية ورؤية إنسانية سامية واعتمادها على العلم، ولكني أرفض دكتاتوريتها وفلسفتها المادية".

وهكذا سار نجيب محفوظ في طريق اليسار وعاش مع هذا التيار الذي ظن أنه يرفع من أسهمه وشهرته، وقد حاول بعد أن سقطت هيبة الشيوعيين في مجال الإعلام والصحافة والسينما أن يتراجع ويتراجع، ولكن بعد أن وصمته هذه الأفكار وقضت على كل محاولة لاستنقاذه. وقد وصفه بعض النقاد بأنه عاش مع صناع الأفكار وابتعاد الروح عن موارد الحق والخير، وأن المطالع لرواياته يزداد اقتناعًا بأن الرجل لا شيء، إذ أنه يمثل الضياع العقائدي كما يمثل الضياع الفكري أو التبعية للاستعمار الثقافي في بلادنا.

وقد تابع نجيب محفوظ دكتاتورية الناصرية، وكان من المؤيدين لها فلما