للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سقطت هاجمها بعنف وحاول تقليد توفيق الحكيم في نقد الماضي الذي كان مشتركًا فيه مستغلاً لخدمته، وأن الباحث في آثار نجيب محفوظ يجد ظاهرتين خطيرتين: الأولى: الجنس، والثانية: الإلحاد.

أولاً: طابع الجنس واضح في معظم روايات نجيب محفوظ، شأنه في ذلك شأن إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، ولكنه عند محفوظ أشد خطورة فهو يجعله نتيجة للفقر، ولا يرى للمرأة إذا جاعت إلا طريقًا واحدًا وهو أن تبيع عرضها، ولا ريب أن هذا الفهم خاطئ من ناحية، ولا يمكن تعميمه على كل الناس، فإن كثيرًا من الناس لا يبيعون أعراضهم ولو ماتوا من الجوع، وهو في هذا الفهم يرسم صورة مادية فردية لا يعرفها المجتمع الإسلامي الكريم القائم على الإيمان بالله، وإنما هي منقولة ومقتبسة ومسروقة من قصص الغرب حيث لا يقيم الناس أي اعتبار للعرض والشرف والكرامة.

ولقد جرى نجيب محفوظ انطلاقًا من مفاهيم المادية والوثنية والإباحية إلى أن يجعل أغلب بطلات قصصه ممن يضغط عليهن الفقر فيلجأن إلى الجنس أي الدعارة المقنعة ونجيب محفوظ في هذا الاتجاه يجري مجرى المتطلعين إلى أن تكون القصة مصدرًا للكسب المادي سواء أكانت قصة مقروءة أم مسرحية أم فيلمًا سينمائيًا فيقول: إن الجنس ظاهرة من ظواهر الحياة مثل الحب والزواج والجريمة والعقيدة. وهي عنده ظاهرة تصلح موضوعًا للعمل الفني وكل ظاهرة عرضة للاستغلال التجاري.

ويدافع نجيب محفوظ عن الجنس في أدب إحسان عبد القدوس ويراه مرتبطًا بمناقشة التقاليد الجامدة وحرية المرأة وانحلال بعض الطبقات.

ولا ريب أن نجيب محفوظ لم يعرف حقيقة المجتمع الإسلامي وأغواره، وأن ما يعرفه عنه إنما يتمثل في بعض النماذج الفاسدة التي اتصل بها، أما جوهره الحقيقي فهو ليس معروفًا له، وشأنه في هذا شأن إحسان