للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيًا: طابع الإلحاد، وهذا الطابع واضح في مختلف كتابات نجيب محفوظ ويرجع إلى إيمانه بالفلسفات المادية وإعجابه بالماركسية واتصاله بسلامة موسى وقصوره وعجزه عن مطالعة الفكر الإسلامي أو الاتصال به، ولقد كان من أسوأ بادرات نجيب محفوظ (التهكم) على الله تبارك وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا حيث يقول:

"فقد أعطانا الله سبحانه أرضًا كثيرة ولكنها فقيرة في غالبها، ثم أين مساحة الأرض التي قسمها الله للعرب من مساحة الأرض التي تملكها روسيا"، وهذا الكلام يدل على قصور نجيب محفوظ حتى في معرفة أبعاد وأعماق المنطقة العربية الزاخرة بالثروات والخيرات والواقعة بين القارات الثلاث والتي تمر منها جميع المواصلات الجوية والبرية والبحرية فضلاً عن مكانتها الجغرافية الضخمة، وحيث هي "الأمة الوسط" التي قامت على كلمة الله الحق والتي كان جندها وسيظل خير أجناد الله، وإليها حماية الدعوة والأرض والعقيدة".

ْ- وأين من موقع الأمة الإسلامية موقع روسيا أو غير روسيا، أليس هذا هو الجهل المركب من المغرورين الذين يتصدرون للزعامات الأدبية.

ويبدو فساد عقيدة نجيب محفوظ ومفاهيمه في الألوهية في قصة "أولاد حارتنا" التي تقوم على السخرية بالأنبياء والرسل ودعوة الله الحق والتي استقبلها المستشرقون ودعاة التغريب بالتقدير والإعجاب وكتبوا عنها البحوث الضافية ورفعوا صاحبها إلى أعلى ذرا العبقرية.

وقد حاول نجيب محفوظ في هذه القصة أن يقول بالرمز كل ما عجز عن قوله صراحة عن مفهوم مادي زائف وعقيدة مضطربة، ونحن لا نستغرب هذا الفهم من نجيب محفوظ الذي هو في الأساس من تلاميذ سلامة موسى الذي دربه على الفكر المادي وأعده ليكون واحدًا من هذه المدرسة التغريبية