ثم نسأل: هل هذه الصورة المطبوعة الآن هي مطابقة لذلك الأصل الذي قدم إلى لجنة الفحص بكلية الآداب عام ١٩٤٧، والواقع أن هذه الصورة المطبوعة ليست مطابقة لذلك الأصل أولا، ثم هي صورة لا تزال جاهلة ضالة فاسدة ثانيًا.
أما أولاً: فأين هي هذه القصة المنشورة، ما قيل في الأصل عن مصادر القرآن، وأين ما قيل عن قصة موسى في سورة الكهف، وما قيل مما يفيد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فنان هذا القرآن وصاحبه وأما أنه من عمل الذي لا يعنيه الواقع التاريخي والصدق العقلي، وإنما يغير ويبدل ويزيد ويخترع لأنه فنان موهوب، وكيف حرفت عبارة تدل على أن القرآن يتشبث بالواقع في قصة إبليس وآدم، وكيف اضطرب الأمر أمام الأسطورة والأساطير، بعدما قال الأقدمون إن الأساطير كذب وبهتان لم ينزل به وحي إلى غير ذلك مما يثبت التزوير والتضليل.
أما ثانيًا: فلا يزال القرآن -في هذه الصورة المنشورة- يتقول على اليهود ويتقول ما لم يحدث ويحكي غير الواقع، وحين يقول القرآن الكريم {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى}[يوسف: ١١١] تتوقف هذه الصورة المنشورة أمام هذا النص الحاسم الذي يقطع بأن قصص الرسل غير كاذب ولا مفترى.
- ونقول: ولا يصح لمعترض أن يعترض على أن الأقاصيص القرآنية مخالفة للحق والواقع، أو مخالفات التاريخ -إلى غير ذلك- ما هو آخذ بآفاقها.
وأحب أن أشير هنا إلى أن ما ورد في هذه الصورة المطبوعة عن قول الله تعالى عن اليهود {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} يقول كاتب الرسالة بالحرف الواحد "فليس من شك أن اليهود ينكرون رسالة عيسى