وفي ذلك قول الشيخ شلتوت: إن القصص القرآني من المتشابه بهذا المعنى الذي يجري فيه التأويل والتفويض، أما موقفهم من الفخر الرازي فقد سبق أن بينه الشيخ عبد الفتاح بدوي، وبيناه في الحلقة السابقة.
سادسًا: السيد محب الدين الخطيب (١):
فيما ذهب إليه المؤلف في هذه الرسالة تلميح بتكذيب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن القرآن موحى به إليه من الله عز وجل، وزعم أنه من تأليف محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن ما فيه من القصص عمل فني خاضع لما يخضع له الفن من خلق وابتكار، من غير التزام بصدق التاريخ.
والواقع أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فنان بهذا المعنى وأن الأنبياء أبطال ولدوا في البيئة وتأدبوا بأدبها، وخالطوا الأهل والعشيرة وقلدوهم في كل ما يقال ويفعل، وآمنوا بما تؤمن به البيئة من عقيدة ودانوا بما تدين به من رأي وعبدوا ما تعبد من إله، هذا ما ذهب إليه المؤلف وهو كذب.
كما زعم أن القرآن متناقض، فكان يقرر أولاً أن الجن تعلم بعض الشيء ثم لما تقدم الزمن قرر أنهم لا يعلمون شيئًا، وأن قصة موسى في سورة الكهف لم تعتمد على أصل من واقع الحياة، بل ابتدعت على غير أساس من التاريخ.
ويمن محمد أحمد خلف الله على الإسلام، بأنه دافع عنه بقوله: إن ما
(١) نشرت تفصيلات هذه القضية في مجلات الرسالة والأزهر والفتح عام ١٩٤٧ كما تبادل السيد محب الدين الخطيب وأمين الخولي الحوار حول هذا الموضوع، محب الدين الخطيب في جريدة الإخوان المسلمون، وأمين الخولي في أخبار اليوم، وعندما أقر أمين الخولي بموافقته على كل ما جاء بالرسالة أجابه محب الدين الخطيب، وألقى بنفسه وصاحبه في النار، المجلة.