للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرتبات المدرسين الذين تعينهم المدارس لتدريس اللغة العربية.

وفي رأي أحد المؤرخين الأجانب للتعليم في هذه الفترة أن ما منحه سعيد للفرير (١) والإيطاليين بالإسكندرية يفوق ما أنفقه على ميزانية التعليم طوال حكمه (٢).

ومع الإمعان في السير داخل الطريق التغريبي، والإيغال في منعطفاته ومنحدراته من قبل حكام مصر أصبح عدد المدارس الأجنبية يفوق عدد المدارس الحكومية التي أنشأتها الحكومة في فترات من حكمها؛ ففي سنة ١٨٧٥م كان عدد المدارس الأجنبية ٩٣ مدرسة، بها ٨٩١٦ تلميذًا وتلميذة، بينما كان عدد المدارس الحكومية ٣٦ مدرسة، بها ٤٨٧٨ تلميذًا وتلميذة. وفي سنة ١٨٨٧ م كان عدد المدارس الحكومية ٤٠ مدرسة كان عدد الطلاب فيها ٥٥٠٠ طالب، بينما كان عدد المدارس الأجنبية ١٩١ مدرسة، كان عدد الطلاب فيها ٢٢٧٦٤ طالب (٣).

وفي هذه الأرقام والإحصائيات ما يغني عن التعليق، وبرهان ساطع على تولي هؤلاء الحكام للكفار، وفسح المجال لهم في بلاد المسلمين يعيثون فيها فسادًا، بل وتقديمم الدعم والعون والتشجيع إلى مؤسساتهم وقسسهم ومنصريهم.

أما الاهتمام بالتعليم في الأزهر فأقل ما يمكن أن يقال أنه كان عندهم ملقى في زوايا الإهمال والنسيان.


(١) كلمة فرنسية معناها "الإخوة" وهم فريق من المصريين الفرنسيين فتحوا مدارس تنصيرية
في مصر.
(٢) "التاريخ الثقافي للتعليم في مصر" (ص ٥٦٣) د. حسن فقي. دار المعارف بمصر، (ص ٢) ١٩٧١ م.
(٣) المصدر السابق (ص ٨٩).