زيارته للكعبة والمشاهد المقدسة وفي خلال ذلك كتب صفحات حاول فيها أن يسترد إيمانه بالله، ولكنه لم يلبث بعد ذلك أن عاود كتاباته المثيرة عن الراقصات والأزياء العارية وكل ما يتصل بالوثنيات الغربية التي تتمثل في الأفكار المثيرة التي تتصل بالثورة الجنسية والمسرح والرقص، ولم تعد أمانته للمفاهيم الإسلامية إلا أثرًا بعد عين، ذلك أن محاولته لم تكن في الحقيقة رغبة صحيحة في التماس المفهوم الأصيل، ولكنها كانت مظاهرة صحفية بعد تقلص ظل النفوذ الماركسي من الفكر الإسلامي، وهي أشبه بالمظاهرة الصحفية الخطيرة التي بدأ بها حياته الصحفية حين نقل إلى الصحافة العربية فكرة السلة والقلم الذي يكتب بغير كاتب وهذه العملية الساخرة التي نقلها من بلاد الوثنية الشرقية، وكافأه عليها أصحاب أخبار اليوم بمنصب رئيس تحرير مجلة "الجيل الجديد".
ولقد أمضى أنيس منصور سنوات طويلة يكتب الصفحة الأخيرة من أخبار اليوم، وينقل فيها خليطًا من تلك الفلسفات الوثنية والأساطير والخرافات، وكتابات متضاربة عاصفة، تعصف بنفوس الشباب حين تقتلع من الجذور أسباب الإيمان وتبث الشكوك في القلوب حتى كان الباحثون يتساءلون: ما هي الفلسفة التي يحاول مثل هذا الكاتب أن يغرسها في القلوب والعقول؟ وكيف يفهم الشباب الطرير الذي ليس له خلفية كافية من الإيمان بالله، أبعاد الحياة وأمور الدنيا وشئون المجتمع، وهل هذا العمل هو هدف صحفي قاصر يراد به كسب القراء بالإثارة أم أنه جزء من خطة التغريب الضخمة التي يراد إغراق الثقافة والفكر الإسلامي فيها بترجمة فلسفات وسموم لم يكن المسلمون والعرب يومًا في حاجة إلى نقلها.
لقد لخص عشرات الكتب الغربية التي لا تهدف بعرضها دون مقدمات أو تعليقات تلقي الضوء على مضامينها أو تكشف عن سلامة هذه المضامين