أو زيفها، إلا إفساد العقل الإسلامي والذوق الإسلامي والمزاج الإسلامي وتحويله إلى مفاهيم غربية صارخة تستمد أساسها الأول من نفس قلقة ومزاج مريض ورجل قد تحوطته الأمراض والأهواء جميعًا فضلاً عن علامة البدء في حياته الفكرية والثقافية الأساسية وهي الوجودية المستمدة من مفهوم الفلسفة المادية والتي تستهين بكل القيم وتحتقر كل المفاهيم الأخلاقية أو الدينية.
- ولقد كانت كتابات أنيس منصور يومًا ما -كتابات لويس عوض- لا يعرف هل هي ماركسية أو ليبرالية أم أنها من مدرسة معروفة هي مدرسة العلوم الأجتماعية التي تنكر كل القيم وتحتقر الفطرة وتعلي شأن الماديات، ولقد عرف أنيس منصور نفسه ذات يوم، فقال: أنا أول من قدم (يائل) ديان إلى القارئ، أنا أول من قدم الكاتب اليهودي العظيم ألبرتومورافيا إلى المصريين والعرب عام ١٩٤٧ وترجم له أكثر من مائة قصة قصيرة، وقابلته هنا وفي بلاده وفي أمريكا عشر مرات.
وعندما ترجمت صحيفة جيوش أوبزرفر صفحات من كتابه "وداعًا أيها الملل" قالت: إن المؤلف ينتسب إلى قبائل الغجر الفلسفية التي تضم الكاتب اليهودي كافكا وغيره من الضائعين والتائهين، يقول إني لم أغضب لأن هذا ليس رأي المجلة وحدها، ولكنه رأي أنا أيضًا، ولكني غضبت لأنها ساقت المقال على هيئة اكتشاف ونسيت أنني اعترفت بذلك دون أن أدين بهذا القلق لكافكا أو لغيره (الأخبار ٥ يونيه ١٩٧٤).
- والحقيقة أن أنيس منصور قدم في هذا الميدان "ركامًا" كثيرًا بلبل به الأذهان وحطم به النفوس وأدخل إلى قلوب كثير من الشباب شكًا وقلقًا ويأسًا، وما تزال كتبه التي تحمل هذه السموم تطبع ويقرؤها الكثيرون على أنها فاكهة محرمة وتسلية ومتعة للغرائز والأهواء، ولكنها في الحقيقة ليست إلا أهواء البشرية الضالة الممزقة، وهو خلاصة ما قدمه الكتاب التلموديون