للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذلك فقد خرجت حركة اليقظة الإسلامية من الفكرة إلى الدعوة حيث بدأت تربي جيلاً جديدًا تربية إسلامية على النحو الذي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة قبل الهجرة، ومن ناحية ثالثة فقد استعلنت اليقظة مفهومها الصحيح للإسلام بوصفة منهج حياة ونظام المجتمع، وأعلنت لأول مرة وقوفها في وجه الحضارة الغربية وأساليب الغزو الثقافي والتغريب وإعادة الفكر الإسلامي إلى مجرى الأصالة والمنابع، وتحريره من التبعية والإذابة التي جرت خطة العمل بها عن طريق الصحافة والجامعة وقبول مفاهيم المستشرقين الذين جاءت بهم الجامعة ليسيطيروا على علوم الفلسفة والنفس والاجتماع، والاقتصاد والأدب ومن ثم فرضوا مناهجهم الغربية عليها وأصبح الفكر الإسلامي محجوبًا تمامًا عن أهله.

هذا هو الخط الذي سارت فيه حركة اليقظة وهو خط طبيعي وتصور صحيح، وانتقال من المرحلة التي قام بها محمد عبده ورشيد رضا إلى المرحلة التالية تمامًا فهل يمكن أن يوصف هذا بأنه تراجع، أو انحدار أو تحول عن الطريق الصحيح، لقد بدأت الفكرة الإسلامية طريقها واستعلنت ثم مضت في نفس الوقت تبنى جيلاً على مفاهيمها.

- أما جماعة المجددين الذين ادعوا كذبًا وضلالاً أنهم تلاميذ جمال الدين، ومحمد عبده أمثال لطفي السيد وقاسم أمين وطه حسين وغيرهم فهؤلاء هم الذين خانوا أمانة اليقظة الإسلامية، أو أمانة حركة الإصلاح بانحرافهم إلى التبعية وقبولهم مفاهيم الغرب وانزلاقهم إلى خدمة أهداف التغريب.

لقد أصبحت هذه المجموعة السائرة في فلك النفوذ الغربي والقابلة لفكرة التأويل والعمل لتحقيق أهداف الحاكمين سواء في قبول الربا والفتوى به، أو صنع القانون المدني استمدادًا من القانون الوضعي حيث لا يذكر فيه