يبدو أن استباحة الإسلام عَبَرَتْ مرحلة الخداع والمداراة إلى مرحلة المباشرة والفجور، فما عادت الألفاظ المراوغة هي المعجم الذي تستخدمه الصليبية الاستعمارية المتوحشة وخدامها من الناطقين بالضاد، لكن تقدمت الألفاظ الصريحة الواضحة إلى المعجم الصليبي الاستعماري الذي يردده الأتباع والأشياع، ولم يعد التطرف والتشدد والأصولية والإرهاب شفرة الحديث المتعارف عليها عند الحديث عن الإسلام وحسب، ولكنها صارت التعريف الأوضح لمفاهيم الإسلام من حياة المسلمين، وتغيير معتقداتهم الإسلامية وتعديل قرآنهم، فضلاً عن السخرية من آياته ومفاهيمه، وعدّ الإسلام أو دخوله إلى مصر غزوًا استعماريًّا يهدف إلى نهبها لحساب الخلافة في يثرب ودمشق وبغداد!
في الأيام الماضية شهدت القاهرة حدثًا ثقافيًّا احتشدت له أجهزة الدعاية المصرية والعربية، وفي الوقت ذاته أخذت تتبلور في الأفق الثقافي ظاهرة طائفية خطيرة ومريبة!
الحدث الثقافي الذي احتشدت له أجهزة الدعاية المصرية والعربية كان مؤتمر "نحو خطاب ثقافي عربي - من تحديات الحاضر إلى آفاق المستقبل" الذي عقدته وزارة الثقافة المصرية بمقر المجلس الأعلى للثقافة، وحشدت له نحو سبعين ومائة من المثقفين العرب والمصريين، معظمهم من الشيوعيين وبعض الليبراليين، وحشرت بينهم اثنين من المحسوبين على التيار الإسلامي لم يحضرا المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام من الأول إلى الثالث من يولية ٢٠٠٣، تبارى المتحدثون في المؤتمر في الحديث عن الخطاب الثقافي الجديد الذي يفترض أن تعتمده الأمة العربية لتحدي الحاضر ودخول آفاق المستقبل.
وتجرأ كثير من المتحدثين الشيوعيين، أو من كانوا كذلك وصاروا