ذكرت وفقك الله زيارة البقيع وشهداء أحد، فهل يجوز للرجل أن يذهب بأهله من النساء إلى تلك الأماكن، وهل يجوز أيضاً للمرأة أن تدخل في الروضة قريباً من قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب
هذا سؤال وفيه تنبيه يشكر عليه، النساء لا يزرن المقابر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لعن زائرات القبور) واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولا فرق بين البقيع والشهداء في أحد، وغيرها من مقابر المسلمين، لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها قاصدة زيارة المقبرة، فإن فعلت فهي ملعونة والعياذ بالله، لكن لو مرت بالمقابر بدون قصد الزيارة ووقفت ودعت لأهل القبور فلا بأس، أما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فقد رخص بعض العلماء في ذلك، وقال: إن زيارة المرأة لقبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبري صاحبيه ليست زيارة، لأن مكان القبور الثلاثة محاط بثلاثة جدران، فهي لم تقف على القبر وبينها وبين القبور حائل، فهي وإن وقفت في الروضة كما يقول السائل فإنها لم تكن زائرة للقبر إذ بينها وبينه حجاب ثلاثة جدر، لكن مع ذلك نرى ألا تزور المرأة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبري صاحبيه، لأنها إذا ذهبت إلى هناك يقال: إنها زارت القبر، فهي زيارة عرفية، وإن لم تكن حقيقة زيارة، لكنها زيارة عرفية فلا نرى أن تذهب.
ثم أليس المقصود من الوقوف على القبر أن يصل سلامها إلى الرسول؟ الجواب: بلى هذا هو المقصود، ومع هذا نقول: أنت لو سلمت عليه في أقصى الدنيا فإن سلامك سوف يبلغه، لأن الله وكَّل ملائكة سياحين في الأرض؛ إذا سلم أحد على الرسول عليه الصلاة والسلام نقلوا السلام.
نحن الآن إذا قلنا: اللهم صلِّ وسلم على رسول الله؛ نقل سلامنا إليه.
وفي الصلاة تقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ينقل السلام إليه -اللهم صلِّ وسلم عليه- إذاً لا ضرورة إلى أن تأتي المرأة إلى القبر.
سمعت بعض الناس يقول في المدينة: إن أبي أوصاني أن أسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: سلم لي على الرسول، ما تقولون في هذه الوصية؟ الجواب: هذا غلط، الرسول ليس حياً حتى تنقل سلام الحي له، ثم إذا سلم أبوك على الرسول نقل سلامه من هو أقدر منك على إبلاغه وأوثق منك، وهم الملائكة، إذاً لا حاجة لذلك، أنت في مكانك في أي مكان من الأرض قل: السلام عليك أيها النبي وسيبلغه، بأسرع من هذا وأوثق وأحسن.