فضيلة الشيخ: المجاهر بالفسق والمعصية ومن يحذر من شره ويخاف من خطره لا غيبة له، سبق أن قررتم ذلك لنا، وقد حذرتم حفظكم الله من السفر إلى بلاد الكفر في خطبة يوم الجمعة، ولكن أبواق الشر التي تدخل كل بيت تدعو إلى مخالفة شرع الله ومخالفة كل داعية للخير، وهذا إعلان أضعه بين يديك مفاده: أن داراً كما سموها تسمى بدار الإيمان تنظم رحلات سياحة للجنسين إلى أمريكا وفرنسا وبريطانيا وشرطهم: أن يكون عمر المسافر يصل إلى ثماني عشرة سنة من رجال الأعمال وطالبات الجامعات ومن سبق أن زاروا هذه الدول، أترك الأمر لك يا والدي فنحن بالله ثم بك كف عنا شرها كف الله عنك النار يوم القيامة؟
الجواب
أقول: إن هؤلاء وأمثالهم يدخلون في قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}[القصص:٤١] ولا شك أنهم آثمون، وأن ما اكتسبوه من الأموال حرام سحت؛ لأنه مبني على باطل، ولا شك أن كل انحراف خلقي أو فكري أو عقدي أو سلوكي ينتج من هذه الرحلات لا شك أن عليهم نصيباً منه؛ لأنهم دعوا إليه وساعدوا فيه، فيحملون أوزاراً مع أوزارهم.
والواجب علينا ونحن أمة مسلمة والحمد لله، أمة عفيفة، أمة ذات أخلاق الواجب علينا أن نحذر من هؤلاء، وإننا لنأسف أن يوجد مثل هذا الإعلان تحت سمع وبصر المسئولين عن الإعلانات التي يجب أن تكبت وألا تعلن، ولكننا نسأل الله تعالى أن يهدي ولاة أمورنا للقضاء على مثل هذه الأمور التي تفسد العقيدة والأخلاق.
ولا شك أن الأمة إذا فقدت عقيدتها وأخلاقها فإن هذا دمارها، وسوف يكون بأسها بينها، لأن من الناس من هو على طول الخط في مفارقة هؤلاء ومنابذتهم، وسوف تتكون الأحزاب في الأمة إذا سُمِحَ لأمثال هؤلاء السفهاء أن يعلنوا مثل هذا الإعلان السيئ الشر، ولعلنا نستعين الله تعالى بإيصال الأمر إلى المسئولين حتى يمنعوا مثل هذا الشر الذي يعتبر أشد فتكاً من السرطان في البدن.
ثم يقول في الإعلان: الطلبة والطالبات، يريد هؤلاء من طالباتنا أن يذهبن إلى أوروبا وغيرها باسم أنهن طالبات، فنسأل الله أن يجازي هؤلاء بعدله، وأن يكبتهم، وأن يرزقهم الخسارة في أموالهم حتى يرجعوا إلى الله عز وجل ويتوبوا إلى الله من هذا الإعلان السيئ، ونسأل الله تعالى أن يسلط عليهم ولاة الأمور بالعدل حتى يصدوهم عن هذه الفتنة التي يريدون أن يفتتن الناس بها.