وقرأت عَلَى أبى عبد الله إبراهيم بن محمد عرفة نفطويه، لعمر بن أبي ربيعة:
قَالَت سكينة والدموع ذوارفٌ ... تجري عَلَى الخدين والجلباب
ليت المغيري الذي لم أجزه ... فيما أراد تصيدي وطلابي
كانت تريد لنا المنى أيامنا ... إذ لا نلام عَلَى هوىً وتصابي
خُبّرت ما قَالَت فبتّ كأنما ... يرمي الحشى بنوافذ النشاب
أسكين ما ماء الفرات وبرده ... منى عَلَى ظمإ وفقد شراب
بألذ منك وإن نأيت وقلما ... يرعى النساء أمانة الغياب
إن تبذلي لي نائلاً أشفى به ... سقم الفؤاد فقد أطلت عذابي
وعصيت فيك أقاربي فتقطعت ... بيني وبينهم عرى الأسباب
فتركتني لا بالوصال ممسكاً ... منهم ولا أسعفتني بثواب
فقعدت كالمهريق فضلة مائه ... فِي حر هاجرة للمع سراب
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، وعبد الله بن خلف، قالا: حَدَّثَنَا ابن أبي سعيد، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن عبد الرحمن الشافعي، قَالَ: سمع سعيد بن المسيب منشداً ينشد:
تضوع مسكاً بطن نعمان إن مشت ... به زبيب فِي نسوةٍ خفرات
ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكنّ من ان يلقينه حذرات
قَالَ: فقَالَ سعيد: هذا والله مما يلذّ استماعه، ثم قَالَ:
وليست كأخرى وسعت جيب درعها ... وأبدت بنان الكف للجمرات
وعالت فتات المسك وحفاً مرجّلاً ... عَلَى مثل بدرٍ لاح فِي الظلمات
وقامت تراءى يوم جمعٍ فأفتنت ... برؤيتها من راح من عرفات
قَالَ: فكانوا أن الشعر الثاني لسعيد بن المسيب