قَالَ: وأنشدني أَبُو الحسن بن الراء، قَالَ: انشدنا محمد بن غالب، لأبي فنجويه الرفاء، وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب:
لي بالسّلو عنك وقلبي حشوه ... الهمّ يا بعيداً قريب
يا سقامي ويا دوائي جميعاً ... وشفائي من الضنا والطبيب
حيثما كنت فِي البلاد وكنّا ... فعلينا لكل عينٍ رقيب
ما يريد الوشاة منك ومني ... دون هذا له تشق الجيوب
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، لامرأة من العرب تسمى شقراء:
خليليّ إن أصعد تما أو هبطتما ... بلادا هوى نفسه فاذكرانيا
ولا تدعا إن لامني ثم لائمٌ ... عَلَى سخط الواشين أن تعذرنيا
فقد شفّ جسمي بعد طول تجلدي ... أحاديث من عيسى تشيب النواصيا
سأرعى لعيسى الودّ ما هبت الصبا ... وإن قطعوا فِي ذاك عمداً لسانيا
وقرأت عليه لامرأة من بني نصر بن دهمان:
ألا ليتني صاحبت ركب ابن مصعبٍ ... إذا ما مطاياه اتلأبّت صدورها
إذا خدرت رجلي دعوت ابن مصعب ... فإن قيل عبد الله أجلى فتورها
وقرأت عليه لامرأة من بني أسد:
بنفسي من اهوى وأرعى وصاله ... وتنقض مني بالمغيب وثائقه
حبيبٌ أبى إلا اطراحي وبغضتي ... وفضّله عندي عَلَى الناس خالقه
وأنشدنا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: أنشدني أبي لابن الدمينة:
ألا يا حمى وادي المياه قتلتني ... أباحك لي قبل الممات مبيح
ولي كبدٌ مقروحةٌ من يبيعني ... بها كبدا ليست بذات قروح