ما جرى بين دريد بن الصمة والخنساء
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، رحمه الله تعالى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: خرجت تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشّريد، فهنأت ذوداً لها جربى، ثم نضت عنها ثيابها واغتسلت، ودريدٌ يراها ولا تراه، فقَالَ دريدُ:
حيّوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإن وقوفكم حسبي
ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينق جرب
متبذلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النّقب
متحسراً نضخ الهناء به ... نضخ العبير بريطة العصب
أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داءٌ من الحبّ
فسليهم غنى خناس إذا ... غضّ الجميع هناك ما خطبي
النقّب: القطع المتفرقة من الجرب فِي جلد البعير، ويقَالَ: النّقب أيضاً بفتح القاف، والواحدة نقبة، وغضّ من الغضاضة واللّين.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حاتم، عَنْ أبى عبيدة، قَالَ: خطب دريد بن الصمة خنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، فأراد أخوها معاوية أن يزوجها منه، وكان أخوها صخر غائباً فِي غزاةٍ له، فأبت، وقَالَت: لا حاجة لي به، فأراد معاوية أن يكرهها، فقَالَت:
تباركني حميدة كلّ يوم ... بما يولي معاوية بن عمرو
فإلا أعط من نفسي نصيباً ... فقد أودى الزمان إذاً بصخر
ويروى:
لئن لم أوف من نفسي نصيباً ... لقد أودى. . . . . .
أتكرهني هبلت عَلَى دريد ... وقد أحرمت سيّد آل بدر
معاذ الله رضعني حبركي ... قصير الشّبر من جشم بن بكر
ويروى: ينكحني، ومعناهما واحد.
يرى مجداً ومكرمةً أتاها ... إذا عشّى الصّديق جريم تمر
ويروى: إذا غد الجليس: