فلما مات صخر قَالَت الخنساء تعارض دريدا فِي كلمته:
يؤرقني التّذكر حين أمسي ... ويردعني مع الأحزان نكسي
عَلَى صخرٍ وأيُ فتىً كصخر ... ليوم كريهةٍ وطعان خلس
وعانٍ طارقٍ أو مستضيفٍ ... يروّع قلبه من كل جرس
ولم أر مثله رزءًا لحن ... ولم أر مثله رزءاً لإنس
أشد عَلَى صروف الدهر منه ... وأفصل فِي الخطوب لكل لبس
ويروى: أشد عَلَى صروف الدهر إدّاً
إلا يا صخر لا أنساك حتى ... أفارق مهجتي ويشقّ رمسى
ولا كثرة الباكين حولي ... عَلَى إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولاً ... يساعد نائحاً فِي يوم نحس
تفجع والهاً تبكي أخاها ... صبيحة رزئه أوغبّ أمس
يذكرني طلوع الشمس صخراً ... وأبكيه لكل غروب شمس
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي
قَالَ أَبُو بَكْرٍِ: طلوع الشمس للغارة، وغروب الشمس للضيفان.
وقرأت عَلَى أبي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس أحمد بن يحيى، عَنِ ابن الأعرابي، قَالَ، يُقَال: علَّ فِي المرض يعلُّ أي اعتلّ، وعلّ فِي الشراب يعلُّ ويعلّ علاً، قَالَ: يُقَال: رجل هزرٌ، وقنذعلٌ، وطيخةٌ، وضاجعٌ إذا كان أحمق، وأنشد:
ما للكواعب يا عيساء قد جعلت ... تزورّ عني وتطوي دوني الحجر
قد كنت فتّاح أبواب مغلّقة ... ذبّ الرياد إذا ما خولس النظر
فقد جعلت أرى الشخصين أربعةً ... والواحد اثنين مما بورك البصر
وكنت أمشي عَلَى رجلين معتدلاً ... فصرت أمشي عَلَى أخرى من الشجر
قَالَ: هو لعبد من عبيد بجيلة أسود.
: