أي يقشر أموالهم، والرّحاب والرّحيب: الواسع، مثل طوالٍ وطويل وجسام وجسيم، والهواء ممدود قصره للضرورة وهو الفرجة بين الشيئين، يريد يريد أنه واسع الجوف، كما قَالَ امرؤ القيس:
وجف هواء تحت صلبٍ كأنّه ... من الهضبة الخلقاء زحلوق ملعب
والّلحيان: تثنية لحى وهما عظما الّلهزمتين وإذا طالا طال خدّ الفرس، وطول الخدّ مدح فِي الخيل.
والعرب تستحبّ سعة المنخر فِي الفرس، لأنه إذا اتسع منخره لم يحبس الرّبو فِي جوفه، قَالَ امرؤ القيس:
لها منخرٌ كوجار الضّباع ... فمنه تريح إذا تنبهر
ما يستحب طوله وقصره فِي الفرس وفسر ابن الأعرابي فِي هذه القصيدة ما نحن ذاكروه، قَالَ ابن الأعرابي: التّسعة الطّوال عنقه وخدّاه، ووظيفا رجليه، وبطنه وذراعاه، وفخذاه، وتفسيره غير موافق لقول الشاعر، لأنه ذكر عشرة أشياء وقد ذكر الشاعر تسعة، ونازعت فيه أبا عمرو فِي وقت قراءتي عليه، فقَالَ: قَالَ لنا أَبُو العباس: هذا غلطٌ من الشاعر، ونظرت فإذا لا تصحّ تسعة ولا سبعة فيقع الظنّ أن الراوي أخطأ فِي النقل، وذلك أنه أراد كل شيء يستحب طوله فِي القوائم فهي ثمانية: وظيفا الرجلين والذراعان، والثنن وهي الشعر الذي فِي مؤخّر الرسغ، واحدتها ثنّة، ويستحبّ طولها وسوادها، ولذلك قَالَ الشاعر:
لها ثننٌ كخوافي العقاب ... سودٌ يفين إذا تزبئرّ
ويفين: يطلن، يُقَال: وفي شعره يفي إذا طال، وتزبئرّ: تنتفش، فإن كان الشاعر ذهب إِلَى هذا وأراد معها العنق جاز وصح قوله، لأنه قَالَ: تسعة فِي الشوى، والشوى: القوائم، وقَالَ ابن الأعرابي: والتسعة القصار أربعةٌ: أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه، وهذا صحيح عَلَى ما ذكرناه، لأنه ذكر العسيب مع القوائم فحمل كلامه عَلَى الأكثر كما ذكرناه فِي الأول، وقَالَ ابن الأعرابي: والسبعة العارية: خداه وجبهته والوجه كلّه، وأن يكون عاري القوائم من اللحم، هذه كلها تستحب، وسبع مكسوة: الفخذان وحاميتاه ووركاه وحصيرا جنبيه ونهدتاه، وهما فِي الصدر، قَالَ أَبُو العباس: كذا قَالَ ابن الأعرابي: نهدتاه، وغيره يقول: فهدتاه، الصحيح