فهدتاه وهما اللحمتان اللتان فِي الزور كالفهدين، وإن كان كلام ابن الأعرابي يحتمل فِي الاشتقاق أن يسمّيا النهدتين، وقَالَ ابن الأعرابي: السبع التي قربت، يريد سبع خصالٍ صالحة قربن منه، وسبع خصال رديئة بعدن منه فلسن فيه، وقَالَ ابن الأعرابي: وتسع غلاظ: أوظفته الأربعة وأرساغه الأربعة غلاظ وعكوته غليظة، والسبع الرقاق: منخراه وأذناه وجحفلتاه وشفرته، وحديد الثمان: عرقوباه وأذناه وقلبه ومنكباه.
وعريض الثمان: عريض الفخذين والوركين والأوظفة، وفيه من الطير خمس: النسر فِي باطن الحافر، والغرابان: ما أشرف من وركيه، والصرد: عرقٌ تحت لسانه، وعصفوره: عظم فِي وسط هامته، هذا جميع ما فسره ابن الأعرابي فِي هذه القصيدة.
ما يستحب من الفرس تفصيلًا: يستحب من الفرس طول العنق، ولذلك قَالَ امرؤ القيس:
وسالفةٌ كسحوق الليان ... أضرم فيها الغوىّ السّعر
والّليان: النخل، وقد روى فِي هذا البيت اللبان، وكان أَبُو بَكْرِ بن دريد، رحمه الله، يردّ هذه الرواية، ويقول: كيف يشّبه طول عنقه بشجرة الّلبان، وهي مقدار قعدة الرجل فِي الأرتفاع! ويستحبّ هرت الشّدقين وطول الخدّين، ولذلك قَالَ الشاعر:
هريت قصير عذار الّلجام ... أسيلٌ طويل عذار الرّسن
يريد أن مشقّ شدقيه من الجانبين مستطيل فقد قصر عذار لجامه لأنه يدخل فِي فيه، وأنه أسيل الخدّ، والأسالة: الطّول، فعذار رسنه طويل لطول خدّه، لأن الرسن لا يدخل فِي فيه منه شيء، ويستحب طول وظيفي الرّجلين، ولذلك شبهت بالنّعام فِي طول الوظيف، لأن ما يشبّه من خلق الفرس بخلق النعام طول الوظيفين وقصر الساقين، ولذلك قَالَ أَبُو دواد:
لها ساقا ظليم خاضب ... فوجئ بالّرعب
ويستحبّ قصر الظهر مع طول البطن، ويستحبّ طول الذراعين، ولذلك شبهته العرب الظبى