وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍِ، بالإسناد الذي تقدّم قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أهل الشام، قَالَ: سئل بعض بصراء أهل الشام، متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقَالَ: إذا ذبل فريره، وتفلّقت غروره، وبدا حصيره، واسترخت شاكلته قَالَ الأصمعي: الفرير: موضع المجسّة من عرف الفرس، والغرور: الغضون التي فِي جلده، واحدها غرٌّ، والحصير: العصبة التي فِي الجنب فِي أعلى الأضلاع مما يلي الصلب والشاكلة: الطّفطفة.
ما فِي الفرس من أسماء الطير: وذكر هذا الشاعر خمسة من الطير فِي الفرس، وفي كل فرس من أسماء الطير عدّة أكثر من هذه: فمنها الهامة وهو العظم الذي فِي أعلى رأسه، وفيه الدماغ، ويقَالَ لها أمّ الدماغ أيضاً، والفرخ أيضاً: وهو الدماغ وجمعه فروخ، والنّعامة: الجلدة التي تغطّى الدماغ، والعصفور: العظم الذي تنبت عليه الناصية، قَالَ حميد:
ونكّل الناس عنا فِي مواطننا ... ضرب الرءوس التي فيها العصافير
والذّبابة: النّكيتة الصغيرة التي فِي إنسان العين فيها البصر، والصّردان: عرقان تحت لسانه والسّمامة: الدائرة التي فِي صفحة العنق، والقطاة: مقعد الرّديف، والغرابان: رأسا الوركين فوق الذّنب حيث يلتقي رأس الورك الأيمن والأيسر، وقَالَ الأصمعي وفي الورك ثلاثة أسماء فحرفاها المشرفان على الفخذين الجاعرتان وهما موضع الرّقمتين من آست الحمار، وحرفاها المشرفان على الذّنب حيث يلتقي رأس الورك الأيمن والأيسر الغرابان.
وحرفاها اللذان يشرفان على الخاصرتين الحجبتان، والخرب الهزمة التي بين الحجبة والقصرى.
والنّاهض العظم الذي على أعلى العضد، والجمع نواهض وأنهضٌ، وأنشد أبو عبيد: