للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالغلظة والوجه الكريه، ومن المجاز الدهر يتجهم الكرام، والاستفهام للاستعطاف بحذف الأداة أي أتكلنى إلى عدو بعيد أم إلى صديق قريب ملكته أمرى، جعلته مسلطا على إيذائى؟ أي لا تجعل لى ذلك إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالى بما تصنع بى أعدائى، غير أن عافيتك هي السلامة من البلايا والأسقام، أوسع لى فيه، إن الدعاء بالعافية مطلوب، وهكذا عادة الأنبياء إنما يسألون بعد البلاء عنهم، أعوذ بنور وجهك أي ذاتك زاد الطبراني الكريم أي الشريف النافع الدائم نفعه الذي أضاءت له السماوات والأرض وأشرقت بالبناء للفاعل أي أضاءت له الظلمات أي أزيلت وصلح بفتح اللام وتضم استقام عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بكسر الحاء وضمها بى سخطك ولك العتبى بضم العين وألف مقصورة أي أطلب رضاك حتى ترضى فى النهاية، استعتب: طلب أن يرضى عنه، ولا حول ولا قوة إلا بك اهـ.

ثم دخل صلى الله عليه وسلم مكة فى جوار المطعم بن عدي بعد أن أقام بنخلة أياما وقال له زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وهم قد أخرجوك؟ فقال يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله مظهر دينه وناصر نبيه، ثم انتهى إلى حراء وبعث عبد الله بن الأريقط إلى الأخنس بن شريف ليجيره، فقال أنا حليف والحليف لا يجير، فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه فدخل صلى الله عليه وسلم فبات عنده، فلما اصبح تسلح هو وبنوه وهم ستة أو سبعة فقالوا له صلى الله عليه وسلم طف واحتبوا بحمائل سيوفهم بالمطاف فقال أبو سفيان للمطعم أمجير أم تابع، قال بل مجير، قال إذا لا تخفر قد أجرنا من أجرت، فقضى صلى الله عليه وسلم طوافه وانصرفوا مع إلى منزله.

(وبعد واحد مع الخمسينا ... وأشهر مضت له يقينا)

(شرفه الرحمن بالإسراء ... وبعروجه إلى السماء)

يعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما مضت من عمره المبارك إحدى

<<  <  ج: ص:  >  >>