الزرقاني فخرج القدح في كل مرة على ولده فلم يزل يزيد عشرة ويضرب عليه وعلى الإبل القداح (حتى انتهت) الإبل (لمائة) أي وصلتها فوقع السهم على الإبل (فنحرا) عبد المطلب الإبل (من بعد ضربها) أي السهام على الإبل وولده (ثلاثا) أي ثلاث مرات وذلك أنه لما وقع السهم على الإبل أول مرة قالت قريش ومن حضر قد انتهى. رضى ربك يا عبد المطلب، فقال لا والله حتى أضرب عليها بالقداح ثلاث مرات فضربها ثلاث مرات كلها تخرج على الإبل فنحرت وتركت لا يصد عنها إنسان ولا طائر ولا سبع،
(وهي) بسكون الهاء أي الإبل (لا تعدو) أي لا تجاوز (العشار) جمع عشراء وهي النوق التى أتى على حملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء من النساء، قاله في القاموس، (الكوم) جمع كوماء وهي العظيمة السنام (فيما نقلا) ومراده أن المائة كلها عشار كوم ولم أقف على أوصافها في كتاب معتمد غيره والله تعالى أعلم، (فكان) مفرعا على ما قبله (والد النبي) صلى الله عليه وسلم (المفتدى) بصغة اسم المفعول صفة لوالد (بمائة) من الإبل (فداؤه من الردى) أي الهلاك ووالد اسم كان وفذاؤه مبتدء وخبره قوله بمائة والجملة خبر كان ومن الردى يتعلق بقوله فداؤه (وكان ذاك) المال المفتدى به (سنة) أي شريعة مستمرة إلى يوم القيامة (في أمته) أي أتباعه صلى الله عليه وسلم (عن نفس كل مؤمن في فديته) لم أجد من تكلم على هذا والظاهر أن قوله عن نفس يتعلق بمحذوف صفة لسنة أي سنة مؤداة عن نفس كل مؤمن يتعلق بذلك المحذوف أيضا قوله في فديته والضمير للمؤمن ويكون أطلق الفدية على الدية تجوزا ويصح على بعد أن الضمير في فديته راجع للوالد ويتعلق أيضا بمحذوف أي كان ذلك المال المؤدى في فديته أي عبد الله سنة في أمة النبي صلى الله عليه وسلم مؤداة عن نفس كل مؤمن والله تعالى أعلم. ولنذكر حين تم شرح هذه الأبيات رؤيا عبد المطلب التى هي سبب حفره لزمزم وما يتعلق بها وذكر البرقي عن ابن عباس سميت زمزم لأنها زمت بالتراب ليلا تاخذ يمينا وشمالا ولو تركت