يعني الاشتراك في النبوة أو الخلافة بعده، فقال عليه السلام لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت. والسيابة بسين مهملة وخفة تحتية فألف فموحدة فتاء تأنيث القطعة هكذا فسره ابن حديدة وفسره البرهان بالبلح، تبعا للقاموس وهو أبلغ قاله الزرقاني.
ونص الكتاب على ما فى المواهب بعد البسملة: من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر فاسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يدك، فلما قدم سليط بالكتاب أنزله وحباه واقترأ عليه الكتاب، وقال سليط يا هوذة إنك سودتك أعظم حائلة أي بالية وأرواح فى النار وإنما السيد من امتع بالإيمان ثم زود بالتقوى إن قوما سعدوا برأيك فلا تشقين به وإني ءامرك بخير مأمور به وأنهاك عن شر منهي عنه، آمرك بعبادة الله وأنهاك عن عبادة الشيطان فإن فى عبادة الله الجنة وفى عبادة الشيطان وبينك كشف الغطاء وهول المطلع. فقال سليط يا هوذة سودني من لو سودك شرفت به، وقد كان لى رأي أختبر به الأمور ففقدته فموضعه من قلبي هواء اجعل لى فسحة يرجع إلى رأيي فأجيبك به فرد ردا دون رد. أي ردا فيه لطف دون الرد بعنف. وكتب إليه صلى الله تعالى عليه وسلم ما أحسن ما تدعو إليه والعرب تهاب مكاني فاجعل لى بعض الأمر أتبعك، وأجاز سليطا بجائزة وكساه أثوابا من نسج هجر بفتحتين فقدم على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك فقال لو سألني سيابة من الأرض ما فعلت باد وباد ما فى يديه. فلما انصرف عليه السلام من الفتح جاءه جبريل عليه السلام فأخبره أن هوذة قد مات على كفره، فقال عليه السلام إما أن اليمامة سيظهر فيها كذاب يتنبأ يقتل بعدي وظهر بها مسيلمة لعنه الله تعالى وقتل انتهى.
وهوذة هو بفتح الهاء وسكون الواو وذال معجمة كما قاله البرهان تبعا للجوهري. وقال الدميري بضم الهاء. وقوله إلى منتهى الخف