للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم من العذاب حتى قال اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. قال في الشفاء انظر ما في هذا القول من غاية الصبر والحلم وقد أظهر فيه سبب الشفقة والرحمة بقوله عليه السلام: لقومي. ثم اعتذر عنه بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون. والذي كسر رباعيته (صلى الله عليه وسلم) عتبة بن أبي وقاص أخو سعد رماه بأربعة أحجار فكسر حجر منها رباعيته فقال سعد ما حرصت على قتل رجل قط حرصى على قتل أخي عتبة لما صنع برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقد كفاني منه قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله، وروي عبد الرزاق أنه (صلى الله عليه وسلم) دعى فقال اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا. وقال حسان فيه:

(إذ الله جازى معشرا بفعالهم ... ونصرهم الرحمن رب المشارق)

(فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك ... ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق)

(بسطت يمينا للنبي تعمدا ... فأدميت فاه قطعت بالبوارق)

(فهل لا ذكرت الله والمنزل الذي ... تصير إليه عند إحدى البوائق)

وفي هذا أنه مات كافرا، وفي الإصابة فيمن ذكر في الصحابة غلطاً لم أر من ذكره في الصحابة إلا ابن مندة بفتح الميم وسكون النون كما في الزرقاني واستند لقول سعد في ابن أمة زمعة عهد إلى عتبة أخي أنه ولده وليس فيه ما يدل على إسلامه وقد شدد أبو نعيم في الإنكار على ابن مندة وبالجملة ليس في شيء من الآثار ما يدل على إسلامه بل فيها ما يصرح بموته على الكفر فلا معنى لإيراده في الصحابة انتهى نقله الزرقاني. وفي المواهب ومن ثم لم يولد من نسله ولد يبلغ الحنث إلا وهو أبخر أي منتن الفم أو أهتم: أي مكسور الثنايا من أصلها، يعرف ذلك في عقبه. وقال في الخميس أبخر أي عطشان لا يروى، وروي ابن الجوزي والخطيب عن الحافظ الفريابي قال بلغني أن الذي كسر رباعيته صلى

<<  <  ج: ص:  >  >>