البدر فيها، وغزوة أحد وغزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة بني المصطلق، وتسمى غزوة المريسيع، وغزوة الطائف، وغزوة حنين، ها أنا أذكر إن شاء الله طرفًا من جميعها على وجه الاختصار حذرًا من التطويل الممل لأن الناظم لم يذكرها إلا بما مر فأقول ومن الله تعالى أسأل الإخلاص والقبول.
أما غزوة بدر فهي أعظم غزوات الإسلام وأفضلها، قال ابن عبد البر وليس في غزواته صلى الله عليه وسلم ما يصل إليها في الفضل، ويقرب منها غزوة الحديبية حيث كانت بيعة الرضوان فيها نقله الزرقاني، وفي الحديث لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم، وفيه أن جبريل جاءه فقال ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها، قال وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة، هذا كله في البخاري، وقد قال العلماء الترجي في كلام الله ورسوله للوقوع على أن أحمد وأبا داوود وغيرهما، رووه بلفظ إن الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار من شهد بدرًا والحديبية، وكان خروجه صلى الله عليه وسلم إليها يوم السبت كما جزم به مغلطاي، وعند ابن سعد يوم الاثنين، وقالا معًا لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان زاد مغلطاي على رأس تسعة عشر شهرًا، فقال ابن هشام لثمان خلون منه، واستحلف أبا لبابة الأوسي واليًا على المدينة، وذلك لما سبع بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير عظيمة لقريش، فندب المسلمين إليهم، وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها، لعل الله ينفلكموها فخف بعض الناس وثقل بعض إذ لم يظنوا أنه صلى الله عليه وسلم يلقى حربًا، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار حتى أصاب خبرًا باستنفار رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولغيره فاستأجر ضمصمًا بفتح المعجمتين بعد كل ميم قاله الزرقاني بن عمرو الغفاري بكسر المعجمة وتخفيف الفاء والظاهر هلاكه على كفره، قاله في النور ليخبر قريشًا بذلك ويستنفرهم إلى أموالهم فخرج