(وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى، حلت عليهم بأسعد)
(نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد)
(وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد)
(ليهنأ أبا بكر سعادة جده ... بصحبته، من يسعد الله يسعد)
وفي المواهب وشرحها أخرج ابن سعد وأبو نعيم إن أم معبد قالت بقيت الشاة التي لمس عليه السلام ضرعها عندنا حتى كان زمان الرمادة سنة ثمان أو سبع عشرة من الهجرة، زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وقيل لها ذلك لأن الريح كانت إذا هبت ألقت ترابًا كالرماد، وأجدبت الأرض إلى الغاية حتى أوت الوحوش إلى الإنس، وإلى عمر أن لا يذوق لحمًا ولا سمنًا ولا لبنًا حتى يحي الناس، أي يأتيهم الحيا، ويمتد المطر، فاستسقى بالعباس، قالت أم معبد وكنا نحلبها صبوحًا وغبوقًا، وما في الأرض لبن قليل ولا كثير، قال هشام راويه وأنا رأيتها وأنها لتادم أم معبد، وجميع حرمها أي أهل ذلك الماء، وذكر الزمخشري عن هند بنت الجون قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خمية خالتي أم معبد، فقام من رقدته، فدعاء بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومجّ عوجسة إلى جانب الخيمة، فأصبحت كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد، ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمأن إلا روي، ولا سقيم إلا برئ، ولا أكل من ورقها بعير ولا شاة إلا در لبنها. انتهى المراد منهما.
وأخرج الشيخان عن البراء بن عازب أن أباه عازبًا سأل أبا بكر رضي الله عنهما: كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم؟ ، قال ارتحلنا من مكة فأحيينا