ونص الكتاب إلى المقوقس بعد البسملة من محمد رسول الله إلى الموقوس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يوتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك اثم القبط {يا أهل الكتاب تعالوا .. إلى قوله مسلمون}. وبعث به حاطبا ووجده بالأسكندرية في مجلس مشرف على البحر فركب سفينة وحاذى مجلسه وأشار بالكتاب إليه فلما رآه أمر بإحضاره بين يديه فلما جيء به ووقف بين يديه فض الكتاب أي فك ختمه وقرأه وقال لحاطب ما به ووقف بين يديه فض الكتاب أي فك ختمه وقرأه وقال لحاطب ما منعه ان كان نبيا أن يدعو علي؟ فقال له حاطب وما منع عيسى أن يدعو على من خالفه؟ ! وعند البيهقي فما له لم يدع على قومه حين أخرجوه من بلده؟ ! فقال له حاطب أتشهد أن عيسى رسول الله؟ فما له حين أخذه قومه وأرادوا أن يصلبوه أن لا يكون دعا عليهم حتى رفعه الله فقال أحسنت أنت حكيم جئت من عند حكيم، فقال حاطب أنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى يعنى فرعون فأخذه الله نكال الآخرة والأولى فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك ولا يعتبر غيرك بك، قال أن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه، فقال له حاطب ندعوك إلى دين الله وهو الإسلام الكافي به الله فقدما سواه أن هذا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش وأعداهم له يهود وأقربهم منه النصارى أي الذين آمنوا به، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم وما دعاؤنا إياك إلى القرآن، إلا كدعائك أهل التورية إلى الانجيل وكل نبي أدرك قوما فيهم من أمته الحق عليهم أن يطيعوه وأنت ممن أدرك هذا النبي فالحق عليك اتباعه ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكن نامرك به.
فقال المقوقس إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه ولا ينهى عن مرغوب فيه، ولم أجد بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آلة النبوة بإخراج الخبإ والإخبار بالنجوى وسأنظر وأخذ كتابه عليه السلام وضمه إلى صدره فجعله فى حق من عاج ثم ختم عليه ودفعه لجارية له لتحفظه ثم دعا كاتبا له يكتب