وقد مر أن خلافة الصديق سنتان ونصف، أو سنتان وثلاثة عشر يوما، وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيام. والله تعالى أعلم.
أما أبو بكر فكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، وفي الإسلام عبد الله بن أبي قحافة بضم القاف واسمه عثمان بن عامر بن عمر، بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وقعدده إلى مرة، مستو مع قعدده صلى الله تعالى عليه وسلم، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن مالك بن عامر المار فهي تميمية أسلمت قديما في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأسلم أبو قحافة يوم الفتح، وفي الحديث إن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق، وفيه ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيئين والمرسلين علي أفضل من أبي بكر، وفيه تأتي الملائكة بأبي بكر مع النبيين والصديقين تزفه إلى الجنة زفا، وفيه يا أبا بكر إن الله سماك الصديق وفيه أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة، وفيه الله أجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة.
وكان يلقب عتيقا إما لجماله أو لأنه ليس في نسبه ما يعاب، أو لعتقه من النار وأما عمر فهو ابن الخطاب بن نفيل مصغرا، بن عبد العزى بن رباح بكسر الراء بعدها تحتية فألف فمهملة بن عبد الله ابن قرط بضم القاف ابن رزاح براء مفتوحة فزاي فألف فمهملة ابن عدي بن كعب بن لؤي وما مر من فتح رزاح هو في الزرقاني، وفي الحلة السيرا أنه ككتاب وسحاب وعلى الفتح اقتصر المجد، ويكنى أبا حفص لشجاعته والحفص ولد الأسد، ويلقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل ولأنه أظهر الإسلام بمكة ففرق بين الإيمان والكفر، انظر القاموس. واختلف في أول من لقبه بذلك فقيل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم رواه ابن أبي شيبة، وقيل جبريل رواه البغوي وقيل أهل الكتب، ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة وهو آخر من أسلم في دار الأرقم المخزومي وكان عند