بأربعين ألفاً، ثم تصدق بخمس مائة فرس في سبيل الله، ثم بخمس مائة راحلة، وحث عليه الصلاة والسلام يوماً على الصدقة فجاءه بأربعة آلاف درهم، وقال يا رسول الله كان لي ثمانية آلاف درهم فأقرضت ربي أربعة وأمسكت لعيالي أربعة، فقال، صلى الله تعالى عليه وسلم، بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت، انتهى ملخصاً من الشفا وشرح القاري له.
ودعا لمعاوية بالتمكين في البلاد فنال ذلك، وروي أنه عليه السلام قال اللهم علمه الكتاب ومكنه في البلاد وقه العذاب. وقال لسعد بن أبي وقاص اللهم استجب له إذا دعا، فما دعا على أحد إلا استجيب له.
وفي الصحيح أن رجلاً نال من علي كرم الله وجهه بحضرته، فقال اللهم إن كان كاذباً فأرنا فيه آية. فجاء جمل فتخبطه حتى قتله. وفي البخاري أنه عليه السلام دعا على أبي سعدة اللهم أطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن. قال الراوي فلقد رأيته شيخاً كبيراً سقط حاجباه علي عينيه من الكبر يتعرض للجواري يغمزهن فيقال له فيقول شيخ مفتون أصابته دعوة سعد. وقال اللهم أيد الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب فاستجيب له في عمر. وروى الحاكم عن عائشة أنه قال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة. وقال صحيح على شرط الشيخين. وأما ما يدور على الألسنة من قولهم اللهم أيد الإسلام بأحد العمرين، فلا يعلم له أصل في المبنى وإن كان يصح نقله في المعنى على تغليب عمر على عمرو بن هشام وهو اسم أبي جهل وكان يكني أولاً أبا الحكم فكناه النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، أبا جهل فغلبت عليه قاله علي القاري. وقال لأبي قتادة أفلح وجهك، اللهم بارك له في شعره وبشره بفتحتين أي ظاهر جلده. فمات وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة رواه البيهقي. ودعا لابن عباس كما رواه الشيخان اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل فكان بعد يسمى الحبر وترجمان القرآن بفتح التاء وضم الجيم وبضمهما وفتحهما أي مفسره. وقال للنابغة الجعدي لما أنشده قصيدته الرائية: لا يفضض الله