مسلمة فصاح في أصحاب: السلاح. فوثبوا فتراموا بالنبل ساعة من الليل ثم حملت الأعراب عليهم بالرماح فقتلوهم إلا محمد بن مسلمة فوقع جريحاً وقتل من القوم رجل، وجردوهم من ثيابهم فمر رجل من المسلمين بمحمد بن مسلمة فحمله إلى المدينة جريحاً وللعراقي:
(فبعثه أيضاً إلى ذي القصة ... محمداً إلى بني ثعلبة)
(في عشرة فأحدث الأعراب ... بهم وكانوا مائة أصابوا)
(كلهم قتلى سوى ابن مسلمه ... جرح جرحاً سالماً ما أسلمه)
قوله وكانوا مائة يعني بني ثعلبة، وقوله سالماً حال، قال المناوي وقوله ما أسلمه حشو كمل به الوزن انتهى.
ويليه بعث أبي عبيدة بن الجراح في أربعين رجلاً لليلتين بقيتا من ربيع الآخر إلى بني ثعلبة أيضاً حين وصلوا المغرب فمشوا ليلتهم حتى وافوا ذا القصة مع الصبح فأغاروا عليهم فأصابوا رجلاً واحداً منهم فأسلم وتركوه واستاقوا نعماً لهم وشاء وهرب القوم في الجبال وكانت غيبة هذه السرية ليلتين. وللعراقي:
(فبعثه لهم أبا عبيدة ... لم يجد القوم وحادوا حيده)
(لكن أصابوا رجلاً فأسلما ... وغنموا شاء لهم ونعما)
وقوله لهم أي لبني ثعلبة المذكورين في البيت قبله.
ثم سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بضم المهملة وفتح اللام بالجموح بفتح الجيم وضم الميم مخففة ويقال له الجموح بحاء مهملة بدل الميم الأخيرة بلد بأرض بني سليم على أربعة برد من المدينة عن يسار بطن نخل في آخر يوم من ربيع الآخر فأصابوا امرأة من مزينة يقال لها حليمة فأسروها فدلتهم على محلة بفتح الميم والمهملة وشد اللام أي منزل من منازل بني سليم فأصابوا نعما وشاء وأسروا جماعة فيهم زوج حليمة المزينة، فوهب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم للمزينة نفسها وزوجها، قاله في المواهب وقال الزرقاني قال البرهان لا أعلم لها إسلاماً ولا صحبة وليس في الصحابيات حليمة إلا المرضعة على