أن استشهد بمؤتة ونجل بدل من النقيب وكعب هو ابن مالك السلمي بفتحتين نسبة إلى بني سلمة كفرحة بطن من الخزرج وهو عقبي وتخلف عن بدر وشهد أحدا وما بعدها وتخلف عن تبوك وهو أحد الثلاثة الذين ذكر الله تعالى في محكم كتابه أنه تاب عليهم وهذا من أعظم المناقب، أما حسان فهو ابن ثابت بن المنذر بن عمر بن حرام بالمهملتين الأنصاري الخزرجي وكل حرام في الأنصار فهو بالراء كسحاب وفي قريش بالزاي ككتاب، قاله في الحلة السيرا وأمه خزرجية أيضا أسلمت واسمها الفريعة ونسب هو إليها نفسه في قوله:
(أمسى الجلابيب قد عزوا وكقد كثروا ... وابن الفريعة أضحى بيضة البلد)
وروي الشخان أنه عليه السلام قال لحسان اهجهم أو هاجهم وجبريل معك وأو شك من الراوي وأخرج ابن عساكر وأبو الفرج الاصبهاني عن بريدة أن جبريل أعان حسان بسبعين بيتا، وفي الصحيحين أن عمر مر بحسان في المسجد وهو ينشد فلحظ إليه فقال كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله أسمعت النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) يقول أجب عني. اللهم أيده بروح القدس قال أبو هريرة نعم وروح القدس جبريل. وفي مسلم عن عائشة سمعت النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم) يقول لحسان إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله، قالت وسمعته يقول هجاهم حسان فشفي وأشفى ونافح بفاء فحاء مهملة أي دافع والمراد بذلك هجاء المشركين ومجاوبتهم على أشعارهم. وروي أبو داوود أنه عليه السلام كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجموا المشركين الذين كانوا يهجونه (صلى الله تعالى عليه وسلم). وروي أبو نعيم أن حسان ذكر عند عائشة فقالت سمعت رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) يقول ذلك حاجز بيننا وبين المنافقين لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وعاش حسان مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام وكذا عاش أبوه ثابت وجده المنذر وجد أبيه حرام، لكن كلها