تعالى عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون بغين معجمة فألف فراء مشددة أي غافلون وانعامهم تستقي على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وهم علي الماء فيحتمل ان يكونوا لما دهمهم المسلمون وهم علي الماء تصافوا ووقع القتال بين الطائفتين وثبتوا قليلا ثم وقعت الغلبة عليهم للمسلمين بحملهم حملة رجل واحد انتهي باختصار قليل. وبينما الناس علي ذلك الماء وردت واردة للناس ومع عمر أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بفتح الجيم وسكون الهاء ابن مسعود يقود فرسه فازدحم جهجاه وسنان بن وبرة الجهني حليف بني عمرو بن الخزرج علي الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين فغضب ابن أبي فقال أقد فعلوها قد نافرونا في بلادنا والله ما أعدنا وهؤلاء إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل علي من حضره من قومه وفيهم زيد بن أرقم ذو الأذن الواعية أي الضابطة لما سمعته وهو غلام حدث فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم احللتموهم بلادكم وقاسمتوهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلي دار غيركم فمشي زيد بن أرقم إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره الخبر وذلك عند فراغه من عدوه وعند عمرو بن الخطاب فقال مر به عباد بن بشر فليقتله، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: فكيف يا عمرو إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ ! لا. ولكن أذن بالرحيل. وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يرتحل فيها فارتحل الناس ومشي ابن أبي إلي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين بلغه ما سمعه منه فحلف بالله ما قلت ما قال، وكان شريفا عظيما في قومه، فقال من حضر من الأنصار يا رسول الله عليك السلام، عسى أن يكون الغلام أوهم في حديثه حدبا على ابن أبي فلما استقل صلى الله تعالى عليه وسلم لقي أسيد بن حضير فحياه تحية النبوؤة ثم قال يا رسول الله رحلت في ساعة منكرة ما كنت