جماعة الخيل, وقوله لم يوجفوا أي لم يتحركوا ويتعبوا, قال:
(مذاويد بالبيض الحديث صقالها ... عن الركب أحيانا إذا القوم أوجفوا)
وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال للأنصار ليست لإخوانكم من المهاجرين أموال فإن شئتم قسمت هذه وأموالكم بينهم جميعا, وإن شئتم أمسكتم أموالكم وقسمت هذه خاصة, فقالوا بل أقسم هذه فيهم, وأقسم لهم من أموالنا ما شئت؛ فنزلت {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} , وقال أبو بكر الصديق جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار, فو الله ما مثلنا ومثلكم إلا كما قال الغنوي وهو بالمعجمة والنون:
(جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطيء فزلت}
(أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي لاقوه منا لملت)
انتهى من الزرقاني. وما ذكره الناظم من حصول القتال في هذه الغزوة أشار به الله أعلم إلى ما نقله العلامة الزرقاني عن السبل من أنه عليه السلام لما سار إليهم حمل قبة من خشب عليها مسوح وأمر بلالا فضربها في موضع المسجد الصغير الذي بفناء بني خطمة ودخلها صلى الله تعالى عليه وسلم وكان عزوك اليهودي أعسر راميا فيرمي فيبلغ القبة فحولت إلى مسجد الفضيخ بفاء مفتوحة فضاد فخاء معجمتين بينهما تحتية ساكنة فتباعدت من النبل ففقد علي في ليلة قرب العشاء فقال الناس يا رسول الله ما نرى عليا, فقال دعوه فإنه في بعض شأنكم, فعن قليل جاء برأس عزوك, فقد كمن له حين خرج يطلب غرة من المسلمين وكان شجاعا راميا فشد عليه فقتله وفر من كان معه, وبعث عليه السلام خلفهم أبا دجانة وسهل بن حنيف في عشرة فأدركوا اليهود الذين فروا من علي فقتلوهم وطرحوا رؤسهم في بعض الآبار-انتهى وفي المناوي بعضه. وقد مر عن السهيلي ما يفيد الاتفاق على أنه لم يقع فيها قتال, وروى عبد بن حميد أن هذه الغزوة كانت صبيحة قتل كعب بن الأشرف وروى ابن إسحاق أن بني النضير خرجوا ومعهم الدفوف والمزامير