ثم سرية عبد الله بن عتيك بفتح المهلة وكسر الفوقية وسكون التحتية وبالكاف ابن قيس الخزرجي ثم السلمي إلى قتل أبي رافع اليهودي وهو عبد الله ويقال له سلام، كما جزم به في الفتح ابن أبي الحقيق بالتصغير وهو الذي حزب الأحزاب يوم الخندق هو وحيي وكنانة وهودة وأبو عمار كما تقدم ولكن أبو رافع أعان المشركين بالمال الكثير وذلك أنه كان مما صنع الله تعالى لرسوله أن الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تصاول الفحلين فلا يصنع الأوس شيئا فيه غناء عنه صلى الله تعالى عليه وسلم إلا قالت الخزرج والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا، ولا تفعل الخزرج شيئا إلا قالت، لأوس مثل ذلك، ولما أصابت الأوس كعب بن الأشرف تذاكرت الخزرج من رجل مثل كعب بنن الأشرف في العداوة لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فذكروا سلام بن أبي الحقيق فاستأذنوه في قلته فأذن عليه الصلاة والسلام لهم فخرج إليه خمسة منهم في رمضان سنة ست كما ذكر ابن سعد وقيل في جمادي الأخيرة سنة ثلاث وقيل في رجب سنة ثلاث، عبد الله بن عتيك وأمره عليهم ومعه عبد الله بن أنيس الجهني حليف الخزرج والأسود بن خزاعي بلفظ النسب الأسلمي حليفهم أيضا ومسعود بن سنان بكسر السين الأسلمي أيضا حليف بني سلمة وأبو قتادة الحارث أو النعمان وعمرو بن ربعي بكسر المهملة وسكون الموحدة السلمي وأمرهم عليهم السلام بقتله، فذهبوا إلى خبير فكمنوا فلما هدأت الرجل أي سكنت عن الحركة، وفي البخاري وهدأت الأصوات، قال السفاقسي هدت بغير همز ولا ألف ووجهه الدماميني بأنه خفف الهمزة لابدالها ألفا فالتقت هي والتاء الساكنة فحذفت الألف لإلتقاء الساكنين فجاؤا إلى منزله وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن بضم الطاء أي يتكلم باليهودية فاستفتح وقال جئنا أبا رافع بهدية ففتحت له امرأته فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشار إليها بالسيف فسكتت فدخلوا عليه فما عرفوه إلا ببياضه