للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينقل الجسد الطاهر إلى مصر فسمع بذلك أهل المدينة فاجتمعوا بأسرهم للقتال حتى يموتوا كلهم أو يقتلوا جميع من يدنو إلى القبر الشريف لقصد حفره، وتعاهدوا على ذلك فبينما هم كذلك إذ أرسل الله تعالى عليهم ريحا عاصفة حتى شاهد أهل المدينة الجمال والخيل تدحرجها الريح فتوسلوا به علية الصلاة والسلام حتى كشفت عنهم فأخزى الله الحكم ورد كيده خاسئا في نحره، ثم بعث زنادقته خفية ليفعلوا ذلك، يمشون بالليل ويكمنون النهار حتى بلغوا المدينة وقصدوا الحفر تحت الأرض فأخذهم الله بشديد بطشه وخابت آمال عدو الله والحمد لله ثم كانت قصة محمود مع النصرانيين الأندلسيين وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في النوم فقال له يا محمود إن هذين قد آذياني فأنقذني منهم ثم أطلعه على صورتي شخصين أشقرين فارتحل إلى المدينة، وفرق بها المال حتى اطلع على الشخصين المذكورين فهددهما فأقرا أنهما نصرانيان فقتلهما. وقصة اليهودي الذي أظهر الإسلام والتنسك الفائق وسكن بقرب المسجد ثم قصد الحفر تحت الأرض إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يخرج كل يوم قفة تراب بثيابه فيرميها خارج المدينة حتى بقي لوصوله إلى الجسد الكريم قدر ما يحفر ثلاثة أيام فرأى ملك مصر الناصر في منامه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره بالقصة وبصفة اليهودي وقال له أدركني فسار إلى المدينة حتى بلغها في مدة قريبة، فأمر بإعطاء الصدقة لجميع سكان المدينة وهو يتأملهم فلم ير الصفة التي بينها له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقيل له لم يبق إلا رجل ناسك، فقال لابد من إحضاره فإذا هو بالصفة التي رآها في منامه فهدده فأقر أنه يهودي وأطلعهم على المكان والحفر فقتلوه شر قتلة فحفروا الأساس إلى أبعد ما أمكنهم، ثم رفعوا البنيان المرصوص بحيث لا يطمع في مثل تلك الفعلة. انتهى من الريان في تفسير القرآن للوالد حفظه الله تعالى.

(وكان حاديا له البراء)

البراء اسم كان وحاديا خبرها والحداء بضم المهملة الغناء للإبل يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>