أن البراء كان يحدو له عليه الصلاة والسلام أي يقول الحداء وهو الغناء للإبل والبراء هو ابن مالك بن النضر أخو أنس لأبيه وقيل شقيقه، شهد المشاهد إلا بدرا وقال عليه السلام رب أشعث أغبر لا يوبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ولا يوبه له أي لا يتفطن له قال أنس فلما كان يوم تستور انكشف الناس فقال المسلمون يا براء أقسم على ربك فقال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك، فحمل وحمل المسلمون معه فقتل هرمزان من عظماء الفرس وأخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء رواه الترمذي أنظر الزرقاني.
(أنجشة) عطف على البراء بحرف محذوف وأنجشة بفتح الهمزة والجيم وكان حاديا له البراء وأنجشة عبده الأسود الحبشي المكنى أبا مارية وكان حسن الحداء وقد مر في الموالي (جاءت بذا) أي بكونهما حاديين له عليه الصلاة والسلام (الأنباء) أي الأخبار، جمع نبإ فاعل جاءت. وفي الصحيحين عن أنس كان البراء ابن مالك يحدو بالرجال وأنجشة بالنساء وكان أنجشة يحدو وبنشد القريض والرجز فقال عليه السلام عبد رويدك رفقا بالقوارير وعبد منادي بحذف الأداة وفي الصحيحين عن أنس أن انجشة حدا بالنساء في حجة الوداع فأسرعت الإبل فقال صلى الله تعالى عليه وسلم يا انجشة رفقا بالقوارير أي بالنساء فشبهن بالقوارير من الزجاج لأنه يسرع إليهن الكسر كما يسرع الكسر المعنوي إلى النساء. فلم يامن عليه السلام عليهن أن يقع حداءه في قلوبهن، وفي المثل الغناء رقية الزنى، وقيل أراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت فأزعجت الراكب، وأتبعته، فنهاه لأن النساء يضعفن عن ذلك لا خوفا من وقوعه في قلوبهن. قال الدماميني وحمله على هذا أقرب إلى ظاهر لفظه. وفي المستدرك عن أنس أن البراء كان حسن الصوت انتهى من المواهب وشرحها.