إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام هلك الخف والكراع بضم الكاف اسم لجمع الخيل واختلفنا وبنو قريظة ولقينا من هذه الريح ما ترون لا يطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارحلوا فإني مرتحل ووثب على جمله فما حل عقد يده إلا وهو قائم ولولا عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى إن لا تحدث شيئا حتى تأتيني، ثم شئت لقتلته بسهمي، فرجعت إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو قائم يصلى في مرط لبعض نسائه، فلما راني أدخلني إلى رجليه وطرح على طرف المرط ثم ركع وسجد واني لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر. وفى رواية عنه أنه قال لما بعثه: حفظك الله من أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع إلينا. قال فأذهب الله عز وجل عنى القر بضم القاف أي البرد والفزع فإذا الريح لا تتجاوز عسكرهم شبرا، فلما رجعت رأيت فوارس نحو عشرين في طريقي معتمين، فقالوا له أخبر صاحبك أن الله قد كفاه القوم بالريح والجنود.
وعند أبي نعيم فو الله ما خلق الله قرا ولا فزعا في جوفي إلا خرج فما وجدت منه شيئا فمضيت كأنما أمشي في حمام. وفي رواية البيهقي عن حذيفة لما دخلت نظرت في ضوء نار توقد وإذا رجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته وحوله عصبة قد تفرق عنه الأحزاب وهو يقول الرحيل الرحيل، ولم أعرف أبا سفيان قبل ذلك فانتزعت سهما من كنانتي أبيض الريش لأضعه في كبد القوس لأرميه في ضوء النار فذكرت قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فأمسكت ورددت سهمي، فلما جلست فيهم أحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم من غيرهم، فقال ليأخذ كل رجل منكم يد جليسه فضربت بيدي على يد الذي عن يميني، فقلت من أنت؟ معاوية بن أبي سفيان، ثم ضربت بيدي على يد الذي عن شمالي، فقلت من أنت قال عمرو بن العاص فعلت ذلك خشية أن يفطن بى فبدرتهم بالمسألة. وروي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم دعا على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب سريع الحساب أهزم