وغشيته أسودة كثيرة حالت بينى وبينه حتى لم أسمع صوته ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم منهم مع الفجر، فانطلق إلي فقال لى نمت فقلت لا والله يا رسول الله لقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقول لهم اجلسوا، فقال لو خرجت لم آمن عليك ان يتخطفك بعضهم اه. المراد منه.
وفي الخازن أيضا قالوا وفى الجن ملل كثيرة مثل الإنس ففيهم اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام وفى مسلمهم مبتدعة ومنهم من يقول بالقدر وخلق القرآن ونحو ذلك من المذاهب والبدع اهـ.
نقله الوالد حفظه الله تعالى فى الريان ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف جلس فى ظل حبلة بمهملة فموحدة مفتوحة قال السهيلي وسكونها ليه بالمعروف اشتق لها اسمها من الحبل لأنها تحبل بالعنب والحبلة الكرمة فلما اطمأن صلى الله عليه وسلم فى ظلها دعا بالدعاء المشهور المعروف بدعاء الطائف كما نقله العلامة الزرقاني وها أنا أذكره إن شاء الله تعالى تبركا به ممزوجا ببعض كلام الزرقاني عليه وهو: اللهم إليك اشكو ضعف قوتى بضم الضاد أرجح من فتحها وقلة حيلتى فى مخلص أتوصل به إلى القيام بما كلفتنى وهوانى على الناس احتقارهم لى واستخافهم بشأنى، والشكوى إليه عز وجل تنافي أمره بالصبر فى التنزيل لأن إعراضه عن الشكوى لغيره وجعلها له هو الصبر، والله تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ويحب من يشكو ما به إليه، يا أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين، وصف له تعالى بغاية الرحمة بعد ما ذكر لنفسه ما يوجبها، وأنت رب المستضعفين، فى ذكر لفظ رب والإضافة إليهم مزيد استعطاف فطوى فى هذه الألفاظ نحو أن يقول فقونى واجعل لى المخلص وأعزنى فى الناس وعدل إلي الثناء لأن الكريم بالثناء يعطى المرام ولا أكرم منه سبحانه وتعالى، إلى من تكلنى؟ إلى عدو بعيد؟ وسقط لفظ بعيد فى رواية الطبراني، يتجهمنى، بتحتية ففوقية فجيم فهاء مشددة مفتوحات أي يلقاني