قوله العارض بمهملة فضاد معجمة وقوله وأبه على لغة النقص كقوله بأبه اقتدى عدي في الكرم إلخ .. ، وألقي بكسر القاف وشد التحتية الأرض الخالية وقوله والسبي عطف على الأنعام، وقوله فسأل أي سأل رفاعة المصطفى أن يرد إليهم المغنم، وقوله زيد الصحيح أنه رفاعة بن زيد كما قال اليعمري والبرهان وغيرهما وذكرهما ابن عبد البر والذهبي وغيرهما.
ثم سرية زيد سادسة إلى واد القرى وهو موضع قريب من المدينة به قرى كثيرة في رجب سنة ست لقي به بني فزارة فقتل من المسلمين قتلى وارتث زيد أي حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً، وبه رمق وللعراقي:
(فبعثه أيضاً له مؤمرا ... سادسة لوجهة واد القرى)
(به أصيب المسلمون قتلى ... وارتث زيد من خليط القتلى)
قوله لوجهة بكسر الواو منوناً أي لجهة وفسرها بقوله واد القرى بضم القاف. وفي حديث كعب بن مالك أنه ارتث أيضاً يوم أحد والرث والرثيث الثوب الخلق الذي فيه بقية، وقوله خليط القتلا أي القتلا المختلطين فلما قدم زيد أقسم أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة في جيش بواد القرى وسيجئ ذلك بعد سريتين قاله المناوي. ثم بعث عبد الرحمن في سبعمائة في شعبان سنة ست إلى كلب بدومة بضم الدال المهملة وفتحها وأنكر ابن دريد الفتح فواو ساكنة ويقال دوماء بالمد الجندل بفتح الجيم والدال وهي من بلاد الشام بينها وبين دمشق خمس ليال دعاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأقعده بين يديه وعممه بيده الكريمة فأرسلها من خلفه قدر شبر كما في المناوي وكانت سوداء ثم أمر بلالاً أن يدفع إليه اللواء فدفعه إليه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه ثم قال خذه يابن عوف اغزوا جميعاً في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلو ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً فهذا عهد الله وسرية نبيه، وقال فإن استجابوا