(أما سعيد أبو حفص فقومهما ... بنو عدي الأولى في الحرب فرسان)
(إن الزبير به عزت بنو أسد ... ما نال عزهم في الجو عقبان)
(أبو عبيدة فهري بجاهم ... يارب يشملنا عفو وغفران)
ولما ذكر الناظم رحمه الله تعالى العشرة المبشرين بالجنة، ذكر مؤذنيه لجمعه لهم في بيان واحد فقال:
(وعمرو أوس وبلال سعد ... زياد المؤذنون عدوا)
عمرو وما بعده مبتدأ وخبره قوله المؤذنون وقوله عدوا، خبر بعد خبر، والله تعالى أعلم. يعني أن جملة من كان يؤذن للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم خمسة أو لهم بلال ابن رباح بفتح الراء وأمه حمامة بفتح الحاء، وبها اشتهر، وهو أول من أذن للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين شرع الآذان، ورآه عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري في المنام، فقال له عليه السلام قم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى منك صوتا، قال في المواهب ولم يؤذن بعد لأحد من الخلفاء إلا أن عمر لما قدم الشام حين فتحها أذن بلال، فتذكر الناس النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال أسلم مولى عمر بن الخطاب فلم أر باكيا أكثر من يؤمئذ.
وفي الزرقاني عن البخاري أن بلالا قال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فامسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله.
زاد ابن سعد قال أبو بكر أنشدك الله وحقي. فأقام معه حتى توفي. فتوجه إلى الشام مجاهدا بإذن عمر، قال وروى ابن عساكر بسند جيد