وأما قوله لقد رأيتني وأنا ثالث الإسلام فحمل على ما أطلع عليه، وكان مشهورا بإجابة الدعوة لقوله عليه السلام اللهم استجب لسعد إذا دعاك، وقال فيه هذا سعد خالي فليرني أمرؤ خاله، وجمع له يوم أحد بين أبويه بالتفدية كما مر.
وأما طلحة فهو ابن عبيد الله بضم العين بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، بن مرة وعنده يجتمع مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وعدد ما بينهما مع مرة سواء، ويجتمع مع أبي بكر في عمر بن كعب، فجده عثمان وجد الصديق عامر وهما وجدعان الثلاثة أولاد عمرو بن كعب وأمهم السوداء بنت زهرة بن كلاب، قاله في الحلة السيرا وهو أحد الستة أهل الشورى ووقى المصطفى عليه السلام بنفسه في أحد، حتى شلت أصبعه، وحمله على ظهره حتى استقل على الصخرة وقال عليه السلام، يا طلحة هذا جبريل يقرئك السلام له ويقول لك أنا معك في أهوال القيامة حيث أنجيك منها، وقال عليه السلام: طلحة والزبير جاراي فى الجنة. نقله الزرقاني:
وهؤلاء العشرة وردت بشارة في حديث واحد، ففي الحديث أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة، ونسبه في الجامع الصغير للإمام أحمد والضياء والترمذي. قال الحنفي لم يجمع من المبشرين بالجنة في عبارة إلا العشرة المذكورون فلا ينافي أنه بشر غيرهم كالحسنين وأمها وغيرهم وإنما ذكر لفظ في الجنة مع كل واحد، مع أنه يكفي ذكرها آخرا لأن المحل محل إطنبا انتهى، وبعضه بالمعنى وقد نظمهم من قال:
(لقد بشرت عند النبي محمد ... بجنات عدن زمرة سعداء)